إن تحديد عدد الأحاديث النبوية الصحيحة أمر معقد بسبب التنوع الكبير في الروايات واللفظيات، مما يجعل الحصر الدقيق مستحيلاً. ومع ذلك، بذل العلماء جهودًا كبيرة في جمع وتصنيف الأحاديث النبوية.
الأحاديث النبوية الصحيحة تنتشر في العديد من الكتب والمصنفات، رغم أن معظمها موجود في صحيح البخاري وصحيح مسلم، اللذين يعتبران من أصح الكتب بعد القرآن الكريم. ومع ذلك، فإن الأحاديث الصحيحة تنتشر أيضًا في كتب السنة النبوية الأخرى.
لا يوجد عدد محدد للأحاديث النبوية الصحيحة يقبله جميع العلماء، حيث أن تصنيف الحديث كصحيح أو ضعيف يختلف من عالم إلى آخر. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد الصحابة الذين رووا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كبير جدًا، حيث ذكر أبو زرعة الرازي أن هناك مئة ألف وأربعة عشر ألف صحابي رووا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
بالنسبة لعدد الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم، فقد ذكر ابن الصلاح أن عدد أحاديث صحيح البخاري هو سبعة آلاف ومئتان وخمسة وسبعون حديثًا، بما في ذلك المكرر. أما بدون المكرر، فيبلغ عددها أربعة آلاف حديث. ويبلغ عدد أحاديث صحيح مسلم أربعة آلاف حديث دون المكرر.
أما الأحاديث القدسية، والتي هي الأحاديث التي رواها النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، فتصل إلى ما يقرب من مئتي حديث، حسب قول أبي الفضل الهيثمي.
في النهاية، يجب أن نلاحظ أن أهمية الأحاديث النبوية لا تكمن فقط في عددهم، ولكن في فهمها وتطبيقها في حياتنا اليومية.