تُعرف سورة الإسراء أيضًا بسورة بني إسرائيل، وذلك لعدة أسباب مستمدة من القرآن الكريم نفسه. أولاً، وردت هذه التسمية في حديثين صحيحين موقوفين من كلام الصحابة رضوان الله عليهم. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال في بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفُ وَمَرْيَمُ وَطه وَالْأَنْبِيَاءُ : ( هُنَّ مِنْ الْعِتَاقِ الْأُوَلِ ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي ) رواه البخاري (4994). كما قالت عائشة رضي الله عنها: ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقرَأَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَالزُّمَر ) رواه الترمذي (3401).
ثانيًا، سميت السورة بسورة بني إسرائيل لأنها افتتحت في أول آية منها بالحديث عن الإسراء إلى المسجد الأقصى، ثم في الآية الثانية مباشرة شرعت في ذكر مرحلة مهمة من مراحل قصة بني إسرائيل والإخبار عن إفسادهم في الأرض مما لم يذكر في سواها من قصص بني إسرائيل في القرآن الكريم. كما قال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله: "سميت في كثير من المصاحف سورة الإسراء، وصرح الألوسي بأنها سميت بذلك، إذ قد ذكر في أولها الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، واختصت بذكره، وتسمى في عهد الصحابة سورة بني إسرائيل..."
بالإضافة إلى ذلك، فإن سورة الإسراء افتتحت بقوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"، ثم تطرقت إلى قصة بني إسرائيل وذكر إفسادهم في الأرض.
ومن هنا، نرى أن تسمية سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل كانت هي الأشهر في عهد الصحابة والتابعين، وذلك لأنها اشتملت على ذكر بني إسرائيل بشكل بارز ومفصل.