الحوار حول أهمية التعليم في تعزيز التنمية المستدامة: رؤية دول الاتحاد الأفريقي

عندما ننظر إلى مستقبل القارة الأفريقية، يتضح بجلاء دور التعليم كركيزة رئيسية في بناء اقتصاد مزدهر ومجتمعات متماسكة. يركز هذا الحوار على التأثير الم

  • صاحب المنشور: عبلة القرشي

    ملخص النقاش:

    عندما ننظر إلى مستقبل القارة الأفريقية، يتضح بجلاء دور التعليم كركيزة رئيسية في بناء اقتصاد مزدهر ومجتمعات متماسكة. يركز هذا الحوار على التأثير المتوقع للتعليم العالي والتدريب المهني ضمن استراتيجيات التنمية المستدامة التي تبنتها العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.

في عام 2016، اعتمدت قمة رؤساء الدول والحكومات الـ27 لجامعة الدول العربية "البرنامج الأفريقي للتنمية"، والذي شدد على ضرورة الاستثمار في التعليم باعتباره أحد المحاور الأساسية لتحقيق الهدف الأول عشرين للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا): "توفير التعليم الجيد ومنصف ومتاح للجميع". هذا البرنامج ليس مجرد خطوة نحو التنمية الشاملة؛ بل إنه تأكيد صريح بأن التعليم هو العنصر الأكثر حيوية في عملية الانتقال إلى مجتمع حديث قادر على التعامل مع تحديات القرن الواحد والعشرين.

التعليم كأداة للتغيير

لا يمكن فهم الدور الحيوي الذي يلعبه التعليم في التنمية المستدامة بدون النظر إلى مختلف القطاعات المرتبطة به مباشرة وغير مباشرة. فالطلبة الذين يتم تدريبهم وفق أعلى المعايير العالمية هم أساس أي تقدم علمي وتكنولوجي. إن الجامعات والمعاهد التقنية ليست أماكن للحصول على شهادات فحسب، ولكنها مراكز بحث وتطوير تقنيات جديدة تلبي احتياجات المجتمع المحلي والإقليمي والدولي. هذه العملية تفتح الأبواب أمام فرص العمل وتحسن نوعية الحياة للأفراد والأسر والمجتمعات بأكملها.

دور التدريب المهني

بجانب التعليم الأكاديمي التقليدي، يأتي دور التدريب المهني كمكون حيوي آخر لتطوير القوى العاملة. مع التركيز المتزايد على الصناعات الإبداعية وصناعة الخدمات، أصبح هناك حاجة ملحة لتزويد الشباب بالمهارات الضرورية لسوق عمل ديناميكي ومتغير باستمرار. ينصب تركيز العديد من البلدان مثل مصر وجنوب أفريقيا والسودان وغيرها على تعزيز البرامج الخاصة بالتدريب المهني لإعداد جيل جديد من الخبراء الفنيين ذوي الكفاءة العالية.

الشراكات الدولية والاستثمارات الخارجية

لمعالجة النقص الكبير في موارد التعليم في إفريقيا، يلعب الاستثمار الخارجي دوراً هاماً. ويعدّ برنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مثالاً بارزًا على ذلك حيث يدعم تطوير البنية التحتية للتعليم العالي ويحسن الوصول إليه. وفي الوقت نفسه، توفر المنظمات غير الحكومية الكثير من المساهمات المهمة بتقديم منح دراسية وبرامج دعم للمدرسين بهدف تحسين فعالية العملية التعليمية برمتها.

التحديات والصعوبات

مع كل تلك الفرص الواعدة، لا تزال هناك عقبات كبيرة تواجه طريق تحقيق هدف جعل التعليم ركيزة أساسية للتنمية المستدامة بإفريقيا. وتشمل هذه العقبات محدودية الموارد المالية وانخفاض نسبة القراءة والكتابة وضعف بنى تحتية قديمة وعدم وجود سياسات واضحة لدعم البحث العلمي والتطبيق العملي لأبحاث الجامعات.

الاتجاه نحو المستقبل

على الرغم من هذه التحديات، فإن الرؤية المشتركة بين حكومات البلدان الافريقية تؤكد تصميمها على خوض رحلة طويلة وشاقة لكن مجدية لجعل التعليم محوراً مركزياً لخطط التنمية الوطنية وللنجاح الشامل للقارة عموماً. إنها دعوة مفتوحة للشركاء العالميين وأصحاب المصلحة المحليين للاستثمار بقوة في القطاع التعليمي وتوفير بيئة مؤاتيه لإنماء المواهب وتعظيم القدرات البشرية لصالح كافة شعوب المنطقة ولتحقيق طموحات الجميع نحو حياة افضل وأكثر ازدهارا واستقرارا.


عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات