تعدّ قصة هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة واحدة من أهم الأحداث التاريخية التي غيرت مجرى التاريخ الإسلامي. بدأت هذه الرحلة المضنية عندما تعرّض المسلمون الأولى للاضطهاد الشديد بسبب رسالة الحق التي حملوها. وفي عام 622 ميلادي، قاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في مغادرة مكّة متجهًا نحو شمال شبه الجزيرة العربية، ليصلوا أخيرًا إلى المدينة بعد مسيرة استغرقت حوالي خمس عشرة يومًا عبر الصحراء القاحلة والمخاطر المتنوعة.
هذه الهجرة لم تكن مجرد نقل جغرافي؛ بل كانت بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الدعوة الإسلامية. فقد أسفرت عن بناء مجتمع مسلم قوي ومستقر تحت راية الدين الحنيف. كما أنها مهدت الطريق أمام توسع الإيمان وانتشاره خارج حدود شبه الجزيرة العربية. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، تعتبر "الهجرة" حدثًا رمزيًا يحتفل به المسلمون حول العالم خلال شهر محرم كل عام، كذكرى لهذه الخطوة الجريئة والحاسمة في نشر رسالة السلام والخير للإنسانية جمعاء. إنها دروس مستمرة في الصبر والإيمان والتضحية بالنفس لأجل قضية نبيلة.