حسن الخاتمة هو مرادٌ لأجلٍ سامٍ لكل مسلم، وهو تحقيق لرسم الله تعالى لعباده المؤمنين. إنه ذلك الختام الحسن للحياة الدنيوية التي تُعد مقدمة لحياة البقاء الأبدي في الجنة بإذن الله. تتجلى علامات حسن الخاتمة في عدة جوانب هامة يمكن مشاهدتها أثناء مرحلة الحياة الأخيرة للمسلم قبل وفاته.
أولاً، يظهر إيمان العبد الراسخ من خلال عدم خوفه الشديد من الموت ومواجهته بشجاعة وثبات. كما ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه "لا أحد يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (رواه البخاري). لذا فإن قبول الفرد لمصيره برضا وعزم يشير إلى قوة عقيدته وتأكيده على المحبة الإلهية.
ثانيًا، يُعتبر سكون النفس واستقرارها داخليا مؤشرا قويا لرضا الله عن عبده. فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"قال ربكم عز وجل: إذا تقرب إلي عبدي بشبر تقربت إليه بذراع وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باع وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة". هذا يعني أن التقرب الروحي لله وطلب مرضاته هي طريق الوصول لحسن الخاتمة.
ثالثا، ترتفع مكانة الشخص المقرب من الله عندما يغمره السلام الداخلي رغم الظروف الصعبة والحياة القصيرة المتبقية له. قد يتضح ذلك عبر حضور روحاني واضح وشعور بالسكينة النفسيّة غالبًا ما يصاحبه تأدية الأعمال الصالحة كالتصدق والاستغفار والتضرع والدعوات الخيرية للآخرين مما يعكس طابع حياة مليئة بالإيمان والصلاح.
وفي النهاية، يجدر بنا القول بأن رؤية الإسلام لحسن الخاتمة تشجع المسلمين على عيش حياتهم وفق تعاليم الدين والسعي نحو رضا الرب والخروج عن الدنيا مسالمين مطمئنين راضين بالقضاء والقدر والتعلق بحبل الله جل وعلى. إنها رسالة نبيلة تدعونا جميعا للاستمرار بالسلوك المستقيم مهما تعددت العقبات وصارت أيامنا معدودة كون كل نفس سوف تموت ولن يدوم إلا عمل البر والإحسان واجتناب المنكر والأفعال المخزية أمام خالق البشر.