العدل في الإسلام مفهوم شامل يمتد إلى جميع جوانب الحياة، وهو أحد المقاصد الأساسية التي جاء بها الدين الإسلامي. العدل في الإسلام ليس مجرد وضع الشيء في موضعه، بل هو وضع الشيء حيث أمر الله تعالى أن يوضع، لأن الله تعالى هو العليم بما يصلح هذا الكون.
في الحكم بين الناس، أمر الله تعالى بأن يحكموا بالعدل، كما قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ" [النساء:58]. وفي المعاملة مع الأعداء، نهانا الله تعالى عن أن يجرمنّا شَنَآنُ قومٍ على أن لا نعدل، فقال تعالى: "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" [المائدة:8].
كما أن العدل في المعاملة مع النفس في شأن عدم الإضرار بها، حيث ذكر البخاري في الصحيح أن سلمان رضي الله عنه زار أبا الدرداء رضي الله عنه فوجده قد أنهك نفسه بسبب العبادة، فقال له: "إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه".
وفي المعاملة مع الزوجات، أمر الإسلام بالعدل في الإنفاق والقسم في المبيت، وثبت الوعيد الشديد في الإخلال بذلك. كما أن العدل في المعاملة مع الأولاد، بعدم تفضيل بعضهم على بعض في العطية وغيرها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم".
للعدل فوائد جليلة وثمرات وفيرة، منها محبة الله تعالى، ودخول صاحبه في ظل الله تعالى في الآخرة، وارتفاع منزلته عند الله تعالى يوم القيامة. وتكثر ثمرات العدل عندما يقل العمل به ويعم الظلم؛ لأن الطاعة يعظم ثوابها كلما عظمت المشقة.
وفي الختام، فإن العدل في الإسلام مفهوم شامل يمتد إلى جميع جوانب الحياة، وهو أحد المقاصد الأساسية التي جاء بها الدين الإسلامي.