على الرغم من محاولات العديد من المؤرخين والمؤلفين تحديد موقع قبر السيدة حواء، إلا أنه لا يمكن تأكيد ذلك بدليل قطعي مقبول من القرآن الكريم أو الحديث النبوي. ومعظم الروايات المتداولة تعتمد على أخبار ظنية ولا تستند إلى أدلة واضحة.
في كتاب "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين"، ذكر التقي الفاسي أن بعض العلماء مثل ابن عباس -رضي الله عنه- ادعى أن قبر السيدة حواء قد يكون موجوداً في جدة بالمملكة العربية السعودية. كما وصف محمد علي مغربي الموقع بأنه يقع في الجانب الشرقي من مكة، وعلى يمين المسافر نحو جدة، بتوسط مقام كبير عبارة عن قبة واسعة. أما بالنسبة لطول القبر، فقد روى الخضراوي أنه يبلغ حوالي ثلاثمئة ذراع، لكن هذا الطول يبدو غير منطقي عند التفكير العملي.
وتعود قصة خلق حواء إلى الآية القرآنية التي تشير إلى اتحاد الزوجين بمودة ورحمة، والتي تقول: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة". وهذه الرباطة بين الرجل والمرأة هي أساس المجتمع الإنساني حسب تعليمات الدين الإسلامي.
وعندما أسكن الله آدم وزوجته جنات عدن، نهانا عن اقتراب شجرة معينة، ولكن وسوس إليهما إبليس بأن يأكلو منها ليخلدوهما فيها، فتبع خطوات إبليس واستهلكا مما حرم عليهما، فعاقبهما الله بإخراجهما من الجنّة ونزولهما إلى الأرض. يقول تعالى: "فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقُلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولَكُـمْ في الأرضِ مُسْتقرُّ ومَتاعٌ إلّا حينَ".
ورغم عدم وجود دليل ثابت على موقع الدفن الدقيق للسيدة حواء، فإن قصتها تبرز أهمية دور المرأة في الحياة البشرية منذ لحظة ظهور الإنسان الأول على هذه الأرض.