الطهارة جزء أساسي من العبادة في الدين الإسلامي، وهي تعني النقاء الجسدي والروحي. تتضمن عملية الطهارة عدة خطوات هامة والتي بدورها تحافظ على كرامة الإنسان وتؤكد تقديس الحياة التي منحها الله عز وجل لنا. سنناقش هنا كيفية أداء الطهارة بشكل صحيح وفق الشريعة الإسلامية.
- الوضوء: هو أول وأهم أنواع الطهارة. يبدأ بالنية ثم غسل اليدين ثلاث مرات، المصلي ينوي الطهارة ثم يقول "بسم الله". بعد ذلك يغسل وجهه مرة واحدة بإمرار الماء عليه من أعلى إلى أسفل. يلي الوجه غسل اليدين حتى المرفقين مرتين، مع الحرص على مسح بين الأصابع والأظافر جيداً. وبعد ذلك يتم مسح الرأس بمقدار رأس الإصبع الأوسط مرة واحدة فقط، ويمكن استعمال المشط لتمشيط الشعر وترطيبه بالماء أثناء المسح. أخيرا، يُمسح القدمين حتى الكعبين مرتين أيضا.
- الغسل (الجُنُب): عند وجود حدثٍ جنسي أو حيض نفاس للمرأة، يحتاج الشخص إلى اغتسال كامل الجسم. تبدأ هذه العملية بنفس نية الوضوء، يليها إزالة جميع الملابس وإلقاء المياه على كل جسم بما فيه فروة الرأس والشعر. يجب التأكد من وصول الماء لكل مكان بالجسم بما يشمل أصابع القدمين والأذنين إذا كانتا مُستدلية نحو الخارج.
- الاستنجاء (تنظيف البدن بعد استخدام الحمام): يستحب للمسلم تنظيف نفسه بعد قضاء حاجته بطريقة نظيفة ونقية باستخدام ماء ومنديل أو ورقة تواليت وغيرها مما يحقق نفس الهدف. فالنظافة هي أحد الأمور المهمة لتحقيق شعور الراحة النفسية والجسدية.
- التعامل مع الشهوات: بالإضافة للأعمال الظاهرة للطهارة، هناك أيضاً طاعات القلب والعقل كالابتعاد عن ارتكاب المعاصي والشهوات المحرمة والتي قد تؤثر سلبياً على حالة المرء الروحية والنفسية.
- الاحترام والتقدير لما حولنا: يتضمن هذا الجانب الآخر القائم بالنظر للإنسان كمخلوق متكامل يعيش ضمن منظومة طبيعية وفكرية تحتاج لاحترام وتقديس لمحيطها البيئي والمعرفي. وهذا ليس أقل أهمية من باقي جوانب حياتنا اليومية بل يمكن اعتباره ضرباً من الطهارة الداخلية والخارجية مجتمعتين.
في النهاية، الطهارة ليست مجرد أمور شكلانية ولكن لها تأثير عميق على حياة الفرد الاجتماعية والدينية والثقافية العامة أيضًا. إنها دعوة للاستقامة وتحقيق الانسجام مع الذات ومع الرب سبحانه وتعالى وخلق عالم أكثر نقاءً وسعادة للجميع.