تحية المسجد الحرام: حكمها وشروطها

تحية المسجد الحرام هي موضوع مهم في الفقه الإسلامي، حيث يختلف حكمها باختلاف نية الداخل إلى المسجد. وفقًا للمذاهب الأربعة، فإن تحية المسجد الحرام هي الط

تحية المسجد الحرام هي موضوع مهم في الفقه الإسلامي، حيث يختلف حكمها باختلاف نية الداخل إلى المسجد. وفقًا للمذاهب الأربعة، فإن تحية المسجد الحرام هي الطواف لمن يدخل المسجد الحرام بقصد الطواف، سواء كان للحج أو العمرة أو تطوعًا. وهذا ما عليه جمهور الفقهاء، ولم يخالف في ذلك إلا أفراد، منهم ابن عقيل من الحنابلة.

أما إذا دخل المسجد الحرام بقصد الصلاة أو الجلوس أو حضور حلق العلم أو الذكر أو قراءة القرآن أو غيرها من العبادات، فيستحب له أن يصلي ركعتي تحية المسجد؛ لعموم حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين" (البخاري 1167 ومسلم 714).

ومن المهم التنبيه على أن هذا الحكم إنما هو بالنسبة لغير المحرم، وإلا فالسنة في حقه أن يبدأ بالطواف ثم بالركعتين بعده. أما ما يرويه الناس من حديث "تحية البيت الطواف"، فليس له أصل في كتب السنة، ولم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد أصلا، فلا يجوز نسبته إليه.

وفيما يتعلق بتحية المسجد الحرام في حالة تأخير السعي عن الطواف، فإن تأخير السعي عن الطواف بلا عذر مكروه، وإذا طال الفصل يُسن إعادة الطواف مع السعي. وإذا لم يُعد فلا شيء على من فعل ذلك.

وفي الختام، يجب التنبيه على أن تحية المسجد الحرام هي ركعتان كغيره من المساجد لعموم الأدلة الآمرة بالتحية دون تخصيص مسجد عن آخر، فمن دخل المسجد الحرام وأراد القعود لانتظار الصلاة، أو حضور مجلس العلم، أو ما أشبه ذلك فإن تحيته أن يصلي ركعتين كغيره من المساجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين" (البخاري 1167 ومسلم 714).


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات