في رحاب الشريعة الإسلامية الغراء، يُعتبر فهم طبيعة الصغائر والكبائر من الأمور الحيوية التي تساهم في توجيه المسلم نحو طريق الهداية والاستقامة. يُعرّف العلماء "الذنب الصغير"، المعروف أيضاً بصغر الخطأ، بأنه ما لم يحدد الله عقوبة خاصة له في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة. قد تشمل هذه الأفعال نسيان واجبات معينة، كالصلاة في وقتها، وتراخي القيام بها عمداً لكن بدون اعتقاد بأن ذلك جائز شرعاً.
ومن جانب آخر، فإن الكبيرة -أو الجريمة الكبرى حسب بعض التعريفات- هي كل ذنب ثبتت خطورته في النصوص الدينية. وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة مميزة للكبائر؛ حين قال: "اجتنبوا السبع الموبقات". حيث تشير إلى الزنا، وشرب الخمر، وأكل الربا، والفرار يوم الزحف، وعقوق الوالدين، وادّعاء ما لم يفعل الشخص، واستحلال مال اليتيم. وهذه الأعمال تحمل وطأة كبيرة بسبب درجة الخلل الأخلاقي الواضح فيها والتي تتنافى مع القيم الإنسانية والإسلامية.
إن الفرق بين الصغير والكبير ليس فقط كمياً ولكنه نوعياً أيضا. فالأول يمكن غفرانُه بالتوبة الصادقة والتدارك الفوري للأعمال الضارة، بينما الأخيرة تحتاج لاعتراف بالخطيئة وحزم القرار للتوقف عنها بشكل نهائي. كما أنه ينبغي عدم الاستخفاف بإحدى هاتين الفئتين لأنهما يؤثران سلباً على حالة المؤمن الروحية والمادية وعلى مكانه لدى خالق العالمين.
ختاماً، يستوجب على المرء معرفة حدود الشرع فيما يسمى بالأفعال الصغيرة والكبيرة لاتباع الطريق المستقيم والحفاظ على سلامة دينه ودنياه وفق تعليماته المحكمة.