في الفترة التي سبقت ظهور الإسلام تحت قيادة رسول الله محمد بن عبد الله ﷺ, كانت شبه الجزيرة العربية تعيش حالة من الانقسام والتشرذم السياسي والديني. هذا العصر يُعرف عادةً بعصور "الجهل" بسبب غياب الوحدة السياسية والفكر الديني الواضح. رغم ذلك, كان هناك بعض القبائل القوية مثل قبيلة قريش وهاشم والتي لعبت أدواراً كبيرة في الاقتصاد والثقافة المحلية.
كان نظام الحكم فيها قائماً بشكل أساسي على الشورى بين رؤساء القبائل والأغنياء الأقوياء المعروفين بـ "الأشراف". إلا أنه لم يكن هنالك سلطة مركزية موحدة ولا قوانين ثابتة. لقد حكموا بأنفسهم وفق معتقدات وتقاليد قديمة متوارثة عبر الأجيال. وكان الدين الرئيسي آنذاك عبادة الآلهة المتعددة حيث يذهبون لأماكن معينة للإيمان برضا الإلهيات المختلفة.
على الرغم من هذه الفوضى الظاهرة، فإن تلك الحقبة شهدت تطورات ثقافية واقتصادية مهمة. فقد ازدهرت التجارة تربط شبه جزيرة العرب بممالك الشرق الوسط القديم وأوروبا الغربية عبر طرق تجارية مشهورة كطريق الحرير وطريق البخور. كما كانت هناك مراكز تعليمية معروفة كالمدينة المنورة ومكة المكرمة حيث تعلم الناس الشعر والقصة والشريعة القانونية التقليدية المسماة "الشريعة الحميرية".
هذه الفترة الزمنية تشكل الخلفية التاريخية المثالية لفهم كيف جاءت رسالة الإسلام لتحقيق الوحدة والإصلاح الاجتماعي والديني للعرب والعالم أجمع.