يعد مفهوم "الإعجاز" في القرآن الكريم أحد أهم جوانب فهم كتاب الله العزيز وتقديره. هذا المصطلح يشير إلى قدرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على تأليف كلام فريد ومتميز بشكل يجعل من المستحيل تقريباً على البشر إنشاء ما يقاربه حتى باستخدام جميع موارد اللغة العربية والبلاغة المتاحة لهم. هذا الإعجاز ليس فقط في الألفاظ والمعاني، ولكن أيضاً في التركيب والنظم، وهو ما يعكس العظمة الإلهية وراء النص القرآني.
في القرآن، نرى العديد من الأمثلة التي تُظهر بلاغة كونية وفنية عالية يصعب تكرارها. مثلاً، القصص التاريخية المُفصلة التي تحمل دروساً أخلاقية ومعنوية قيمة. كما أن استخدام التشبيهات والاستعارات بطريقة فريدة يُبرز مهارة غير بشرية. بالإضافة إلى ذلك، هناك طابع الاستمرارية والتدرج في مواضيع معينة عبر الآيات المختلفة - وهي خاصية يمكن اعتبارها إنجازاً بصرياً وروائياً مذهلاً.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام الداخلي للقرآن نفسه يعد جزءاً أساسياً من مفهوم الإعجاز. الجمع بين الفصول الطويلة والقصيرة، والتنوع الواضح بين المواضيع والأسلوب، كل هذه العناصر تمثل شبكة معقدة ومترابطة هندسياً ليست نتيجة العمل الإنساني وحدها.
وفي النهاية، يُعتبر الإعجاز الدلائل القاطعة على صدق رسالة الإسلام ونبوءة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. فهو دليل واضح على أن المصدر الحقيقي لهذه الكتاب المقدس هو الخالق سبحانه وتعالى وليس مجرد عمل بشري عادي.