عدد المساجد في المغرب: تاريخ، معماريَّة، وأبرز الأمثلة

يُعدُّ المغرب واحداً من الدول العربية الرائدة في مجال حفظ وصيانة دور عبادتها. وفقًا للإحصائيات الرسمية، فإنَّ البلاد تحتضن حوالي 52,000 مسجد متنوع بين

يُعدُّ المغرب واحداً من الدول العربية الرائدة في مجال حفظ وصيانة دور عبادتها. وفقًا للإحصائيات الرسمية، فإنَّ البلاد تحتضن حوالي 52,000 مسجد متنوع بين القديم والفريد والمعاصر، مما يعكس غنى التراث الديني والثقافي للمملكة. وينقسم هذا العدد الكبير إلى قسمين رئيسيين: يقبع نحو 35,400 مسجد داخل المناطق الريفية، بينما يستضيف المركز الحضري حوالي 16,600 مسجد آخر. تغطي تلك الصروح الدينية مجتمعة مساحة تقارب الثمانية مليون متر مربع، مع هيمنة واضحة للمراكز العمرانية بإجمالي ستة ملايين متر مربع؛ أي أكثر من نصف المساحة الكلية.

وقد ترك التاريخ بصماته الواضحة عبر مجموعة متفردة من المساجد القديمة والتي تعد مثالًا حيًا لعراقة الثقافة الإسلامية بالمغرب. تشهد تقديرات خبراء الآثار بأن المملكة تحتضن خمسمائة مسجد تراثي ذو طراز معماري فريد، يرجع أبعد تاريخ لبنائها للقرنين الهجريين الثالث والخامس حين دخل الدين الإسلامي لأراضي المغرب لأول مرة. ورغم قدم معظم هذه المباني إلا أنها تحظى برعاية خاصة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ صدور قانون خاص بذلك سنة ١٩٨٤ ميلادي.

تلعب المساجد دوراً اجتماعياً ودينياً هاماً فهي ليست مجرد أماكن عبادة بل هي مراكز لنشر التعليم والتوعية ضد الجهل والأميَّة أيضًا. تُستخدم لصلاة الجُمع والإقامة والصلاة النافلة والحجج والدفن بالإضافة لتقديم خطب الجمعة وتعليم القرآن الكريم واجتماعات المجتمع المختلفة بما فيها الاحتفالات القليلة ذات الطابع الديني الخاصة بالعائلات المحلية. وقد أكدت الحكومة المغربية حرصها على حماية وعناية تلك المواقع المقدسة وذلك باتخاذ عدة تدابير تنظيمية قانونية لحفظ المعالم المُدرجة ضمن تصنيف "تاريخي" وكذلك فرض شروط تصميم معينة تتوافق مع التفرد المعماري التقليدي للمساجد المغربية مثل شكل المصليات والمآذن المثمن المثلثة الشكل والالتزام بالأسلوب التركيبي المحلي المشهور فيه السياقات الهندسية المتناسقة الجميلة للغاية. كما تخصص الوزارة موازناتها السنوية لإدارة وتحديث وإصلاح المنشآت الموجودة حاليًا لضمان استمرار أدائها لوظائفها religiose effectively and efficiently.

ومن أبرز نماذج المساجد الحديثة بشمال أفريقيا مسجد حسن الثاني الشهير الواقع جنوب شرق مدينة الرباط والذي تم الانتهاء منه خلال العام التسعمئة وثلاثة وتسعين الميلادية اعتمادا على التصميم الداخلي الخارجي الأوروبي المعتمد حديثا آنذاك. وهو واحدٌ ممن يحقق أعلى معدلات ملء مقاعد المسلمين وصل عددها المعلن عنه تسعون وخمس عشرة ألف شخص بكامل مجالسها الرئيسية الفرعية المؤدية لمحراب القبلة الطبيعية المطلة مباشرة على البحر الأبيض المتوسط غرب العاصمة التجارية للدولة شمال الغرب الأفريقي -الدِّرَعْ- . يتميز أيضا بارتفاع برج مكبر الصوت الخاص بها ٢٠٠ متر شامخة ينتج عنها شعاع طولي لاسلكي مرئي بواسطة أشعة لازير مشيرا لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالسعودية حسب وجهتهم الروحية المفضلة أثناء شهر رمضان المبارك خصوصا عندما تكون الظروف الجوية مهيئة لرؤية هلال الشهر الفضيل طبقا لما جاء برسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله للأجيال الجديدة إن يومكم يوم خير ونماء مباركين دائما بفضل رب الأرض والسماء... أمَّا بالنسبة لمنطقة دار السلام فقد ظهر هناك ما يعرف باسم مسجد السلطان محمد الخامس الذي أقامه مؤسسه مؤسسه نفسه بعد بلوغه سن الأربعين سنة اثنتا عقده الف مطلع القرن الماضي الحالي مصنف كموقع ثانوي أقل وسعا حجما لكن رغم ذلك يبقى مؤثر لأنه كان أول قبول للمذهب المالكي الشرعى بعد فترات طويلة تعرض لها أصحاب العقائد المخالفة له بدأت منذ دخول الاحتلال الاستيطاني أوروبا لأجزاء واسعة واسعة من الوطن العربي بما فيها الدولة العثمانية نفسها! أخيرا وليس آخرا يوجد بالإقليم الجنوب عموما وجنوبه تحديدا كتيبة أخرى مشابهة تسمى الجامع المركزي الذي يعد الأكبر امتدادا سطحيا وسط كافة مساجد البلد باستيعابه الخمس أعشار سكان المدينه وقت اشتعال الحرب العالمية الثانية فقط لكن اليوم تجاوره جميع أنواع الأشجار والنباتات الزهرية والجداول الصغيرة لتكوين منظومة مكتملة ومتكاملة طبيعية خلابة تعكس مدى اهتمام سكان المكان بالحفاظ على هويتيتهم الاجتماعية والدينية أكثر فأكثر.. وهكذا يمكن اختزال صورة المشهد الديني العمومي المغربي عامة بأنه ليس مجرد مباني خشبية مفتوحة للهواء عوض الخرسانة ولكنه رمز موروث يؤكد ترسخ المفاهيم الإنسانية والقيم الوطنية لدى الشعب المحافظ محافظته وطموحه مستقبليا وصلابة إرادته بكل بسالة وشجاعة تجاه تحقيق أحلام آماله المستقبل


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات