الحمد لله الذي فضّل المؤمنين والمؤمنات، وجعل لهم في الجنة نعيمًا لا ينفد. إن جزاء النساء في الجنة هو جزء لا يتجزأ من الجزاء العام للمؤمنين والمؤمنات، حيث وعد الله المؤمنين والمؤمنات بجنات تجري من تحتها الأنهار، ومساكن طيبة في جنات عدن، ورضوان من الله أكبر.
تتحدث عدة آيات قرآنية عن نعيم النساء في الجنة، منها قوله تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (التوبة: 72). كما أكد الله تعالى على أن الجزاء سيكون متساويًا بين الرجال والنساء، حيث قال: "فاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ" (آل عمران: 195).
وفي الآية التي ذكرتها السائلة، قال الله تعالى: "إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عَرَبًا أَتْرَابًا لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنْ الْآخِرِينَ" (الواقعة: 35-38). تشير هذه الآية إلى أن النساء المؤمنات في الجنة سيعودن إلى شبابهن وبكارتهن، وسيكونن أترابا لأصحاب اليمين، أي زوجات لهم. وهذا لا يعني أن المرأة ستكون ملكة أو هدية، بل ستكون زوجة لأصحاب اليمين، الذين هم الرجال الصالحون.
أما بالنسبة لقول السائلة عن صرف الله عن المرأة كل شيء إلا حبها لزوجها، فإن هذا لا يعني أن المرأة لن تشتهي مقابلة أهلها أو تناول الطعام أو رؤية الله تعالى. بل يعني أن حبها لزوجها سيكون فوق كل شيء آخر، وهو ما يضمن استقرارها وسعادتها في الجنة.
في النهاية، يجب أن نذكر أن جزاء النساء في الجنة هو جزاء عام للمؤمنين والمؤمنات، حيث وعد الله الجميع بجنات تجري من تحتها الأنهار، ومساكن طيبة في جنات عدن