في أعماق التاريخ الغامضة والمرويات الدينية المختلفة، يظل سؤال "أين دفنت حواء؟" أحد أكثر المسائل غموضاً وشهرةً. وفقا للتقاليد اليهودية والمسيحية والإسلامية، تعتبر حواء أول امرأة خلقتها الله وأُنشأت كرفيق آدم بعد خروجه من الجنة بسبب عصيان الأوامر الربانية. ومع ذلك، يبقى موقع قبرها غير مؤكد حتى اليوم.
تستند الرواية الأكثر شيوعاً إلى الكتاب المقدس حيث يتم ذكر قصة دخول الإنسان إلى الجنة والنفي منها نتيجة خطيئة تناول التفاحة المحرمة. بعد نزولهما الأرض، عاش آدم وحواء وعاشدا مع بعضهما البعض حتى وفاتهم. رغم عدم وجود تفاصيل واضحة حول أماكن دفنهما، إلا أنه يُشار إلى أن آدم ودفن في أرض كنعان بالقرب من مدينة القدس. بينما تبدو القصة مبهمة فيما يتعلق بدفن حواء بشكل خاص.
من الناحية العلمية والتاريخية، ليس هناك دليل مادي يدعم هذه الحكايات. لكن هذا لم يمنع العديد من الثقافات والحضارات عبر الزمن من البحث عن مكان دفن الأمومة الإنسانية الأولى. ففي الفكر الإسلامي مثلاً، هناك رواية تقول إن حواء دفنت بجوار زوجها آدم تحت شجرة بيت المقدس التي كانت تعرف بشجرة الخلد قبل نفيهما من الجنّة.
وفي الوقت الحالي، يمكن اعتبار البحث عن موقع مقبرة حواء نوعاً من الرجوع إلى جذور الإنسانية ومحاولة فهم ماضينا المشترك. فهو يعكس الرغبة لدى البشر لفهم المنشأ البشري وكيف تطورت الحياة كما نعرفها الآن منذ تلك اللحظة الافتراضية حين خلق الله لأدم وحواء. وبالتالي فإن الحديث حول مكان دفن حواء هو أكثر من مجرد سرد تاريخي؛ إنه انعكاس عميق للبحث المستمر للإنسان عن هويته ومعنى وجوده في عالمنا المعقد والمختلف.