في الإسلام، الوضوء شرط أساسي لصحة الصلاة، وهو أمر ملزم لكل مسلم قادر جسديًا وعقليًا على أدائه حسب الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة تحديات خاصة عند محاولة القيام بالوضوء بشكل صحيح. هذا المقال يستعرض الأحكام المتعلقة بالوضوء الخاصة بالأشخاص المرضى، مستنداً إلى النصوص الدينية والأراء الفقهية المختلفة.
أولاً، يجب التأكيد أنه إذا كان الشخص مريضاً ولا يمكنه غسل جزء ما من جسمه بسبب الألم أو العجز الجسدي، فإنه ليس مطالباً بذلك الجزء في وضوئه. وفقا للفقهاء، فإن المهم هو القدرة على الوصول إلى المياه لغسل الأعضاء المطلوبة. لذلك، إذا كانت الحالة الصحية تعيق قدرته على الوصول إلى هذه المناطق، فقد يجوز له استخدام الماء بطرق بديلة مثل الصب أو الاستنشاق إن لم يكن هناك ألم ناتج عنهما.
إذا كان شخص مريض بحاجة لتغيير الملابس باستمرار نتيجة للأعراض الجانبية لحالة مرضية تتطلب تغييراً متكرراً لهذه الملابس التي ربما تكون غير نظيفة بعد كل تغيير، فلا يلزم عليه إعادة الوضوء إلا إذا لامست تلك الأوساخ أجسام الوضوء أثناء لبسه لها. لكن إذا شعر البعض بأن عدم اللمس المؤكد لأسباب شخصية خير للحفاظ على الطهارة الروحية والعقلية، فهم مخيرون بين استبدال ملابسهم قبل الوضوء وبعدها بناءً على رغبتهم الشخصية بشرط المحافظة على النظافة العامة للجسد بما يسمح به الدين.
بالنسبة لمن لديهم آلام خطيرة عند حركة بعض مناطق الجسم والتي تؤدي مباشرة للإلحاق الضرر بهذا الشخص حال حاول إجراء أعمال الوضوء المعتادة عليها كالأيدي مثلاً، هنا يتم النظر إلى حكم الفقهاء حول كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات. معظم المدارس الفقهية تقترح خيارات مختلفة تشمل رش الماء برفق فوق المنطقة المصابة واستخدام قطعة قطن لتنظيف وتطهير المنطقة الأخرى من الجلد الرطب. كما أنه يُسمَح لهم باستخدام الماء المثلج عندما توجد حرارة شديدة بسبب الإصابة لإزالة آثار الدم والجروح المفتوحة ضمن الحدود اللازمة لتحقيق الغرض فقط وليس مجرد الترفيه عن النفس.
وفي حالة وجود مشاكل في التنفس مما يصعب عملية الاستنشاق المنصوص عنها في الوضوء التقليدي، فقد اقترحت بعض الأقوال القانونية أن يقوم المرء بتبخير طريقه عبر الفم والأنف ثم تنظيفهما بمنديل مطهر حديثا حتى يصل إلى مرحلة "الكفاية". ويجب مراعاة مدى حاجة هؤلاء الأفراد لفترة راحة قصيرةبعد تكرار العملية عدة مرات وذلك للتأكد من تحقيق هدف تطهير الجهاز التنفسي بشكل فعال وكافٍ شرعاً بدون مضاعفة المشقة أكثر مما تحملوه أصلاً.
وأخيرا، ينصح دائماً استشارة الطبيب المعالج ومختصي الدين بشأن تفاصيل تطبيق أحكام الوضوء الفردية المتنوعة بناءًعلى الاختلافات الجسدية والنفسية للأفراد المرضى لأن عقلهم وصحة نفسيتهم هي أهم أولويات ديننا الإسلامي أيضاً وسوف تجدو لدى علماء المسلمين أصحاب الحكم والإفتاء قبول واحترام كبيرين لمن هم أقل قوة ومن هم ممن أصابتهم القدرات البدنية بالعسر والمعاناة بالعيش اليومي بغض النظرعن نوع العقبة المادية الموجودة لديهؤلاء المواطنين والمقيمين والمؤمنين المساكين جميعًا بامتياز! إنه حقٌ مشروع لنا ولهم ان نحترم قوانينا الروحية ونحن نعترف بحرمانكم وبسببكم الواقعيين منها وعدم قدرتمتعها كالآخرين تمامالتعافي بإذن الله عز وجل .