جمع الصلاة هو سنة مؤكدة عند نزول الأمطار بغزارة أو هطول الثلوج بكثافة لدرجة يصعب معها أداء الصلاة بشكل طبيعي. هذه السنة مستمدة من السنة النبوية الشريفة التي رواها الإمام مسلم وغيره ممن صححوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال "إذا حبسكم المطر عن المسجد فصلوا في بيوتكم". ومع ذلك، هناك شروط محددة ينبغي توافرها قبل القيام بهذا الفعل العباداتي.
أولاً، يشترط وجود مطر غزير يجعل التحرك إلى المساجد أمراً غير عملي. هذا ليس فقط لحماية المسلمين من البرد القارس والأمراض المرتبطة بتعرضهم للمياه باردة الرذاذ، ولكن أيضاً لمنع إفساد مكان عبادتهم وهو المسجد. ثانياً، يجب ألّا تؤدي الظروف الطبيعية مثل الرياح والمطر إلى التشويش أثناء تأدية الصلاة داخل المنزل. وبحسب بعض الفقهاء، فإن الصلاة يمكن جمعها حتى لو كان بإمكان الشخص الوصول إلى المسجد ولكنه قد يعاني خلال الطريق بسبب الطقس السيء.
في حالة اتخاذ قرار جمع الصلوات، يتم تقديم الثانية بعد الأولى مباشرة بدون وقت فراغ بينهما. وهذا يعني أنه إذا كانت الساعة مثلاً هي الساعة الواحدة ظهراً وقد قررت المجموعة جمع الصلوات، فإنهما ستؤدى واحدة تلو الأخرى دون انقطاع بينهما، ثم يلي ذلك قيلولة قصيرة قبل صلاة العصر حسب ما يرغب الجماعة.
كما ذُكر سابقاً، هذا الأمر بناءً على فتاوى علماء الدين الذين اعتمدوا على الأدلة الشرعية المتوفرة لديهم والتي تشمل الأحاديث والنصوص القرآن الكريم وأراء الخلفاء الراشدين والتابعين لهم بإحسان. لذلك، يُعتبر جمع الصلاة تحت هذه الظروف طريقة فعالة للحفاظ على سلامة وصحة المؤمنين وكرامة مساجدهم المقدسة دون التقليل من أهميتها الروحية والعاطفية. وفي الوقت نفسه، فهو يعكس المرونة والفهم العميق للقوانين الدينية الإسلامية تجاه ظروف الحياة اليومية المختلفة.
