في الإسلام، يعتبر قدوم المولود الجديد حدثاً سعيداً يستحق الاحتفال والاستقبال بمجموعة من الأعمال المستحبة التي تعبر عن الفرح والتزام الوالدين تجاه طفلهما الجديد. هذه السنن والأعمال ليست واجبات دينية إلزامية، ولكنها تُظهر تقدير الإسلام لقيمة الحياة وتأكيد أهمية التربية الإسلامية الصحيحة منذ اليوم الأول. هنا نستعرض بعض منها:
- التسمية: من أول ما يتم فعله بعد الولادة هو تسمية الطفل باسم حسن ومناسب. يُفضل اختيار أسماء لها معاني طيبة وجميلة، كما ورد في الحديث النبوي الشريف "كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيته".
- العقيقة: العقيقة سنة مؤكدة لدى أهل العلم، وهي ذبح شاة للذكر وشاتان للأُنثى يوم السابع من ولادته كهدية لله تعالى. وهذا العمل مرتبط برسالة النبي إبراهيم عليه السلام عندما أمر بذبح ابنه إسماعيل -تعالى الله عن التشبيه-. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى».
- الحلق والتقصير: يقوم الآباء بحلاقة شعر رأس المولود الجديد واستبداله بالوزن ذهباً أو فضة حسب القدرة المالية للعائلة. هذا الأمر له ارتباط بتقليد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين حلق رأس ابن عمه عبد الله بن عباس وزناً ثم أعطاه للمسكين.
- الدعاء: الدعاء للمولود الجديد بدوام الصحة والسعادة والرشد والإيمان والدخول الجنة يوم القيامة سنة مهمة للغاية. يمكن للوالدين دعوة أقربائهم وصديقاتهم لإطلاق البركات والأماني الطيبة لطفليهما الجديد.
- الشكر والحمد لله: تقديم الشكر والثناء لله عز وجل بسبب نعمة الأطفال وبداية حياة جديدة هي عمل مقدس أيضاً. فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم} [إبراهيم:7].
- الإقرار بالعقيدة الإسلامية: تنشئة المولود على العقائد الإسلامية الخالصة منذ لحظة خروجه إلى العالم تعد بداية مثالية لاستعداد روحانية قوية لديه لاحقاً. تدريب الطفل على معرفة الله وحبه والخوف منه يساهم بشكل كبير في بناء شخصيته الدينية القوية فيما بعد.
هذه الأعراف الاجتماعية الإضافية توضح مدى اهتمام ديننا الحنيف برعاية ونماء الأجيال الجديدة بطرق متعددة ومتكاملة تشجع المجتمع ككل على التفوق الروحي والفكري مع المحافظة على الأخلاق الحميدة والقيم الإنسانية النبيلة المستمدة مباشرة من تعاليم القرآن الكريم وسنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.