• صاحب المنشور: عابدين الغنوشي
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الحديث، كان للتكنولوجيا تأثير عميق وملحوظ على مختلف جوانب الحياة، ومن ضمنها قطاع التعليم. بدءاً من الفصول الدراسية التقليدية إلى نظام التعليم الإلكتروني المتطور عبر الإنترنت، أدت الثورة الرقمية إلى تحولات جذرية غيرت الطريقة التي نتلقى بها المعلومات ونستوعبها وننقلها. وفي هذا السياق، يمكن تقسيم التأثيرات الرئيسية للتكنولوجيا على التعليم إلى فئتين رئيسيتين - الفرص والتحديات - ولكل منها مجموعة خاصة به من الإيجابيات والسلبيات.

الفرص:

الوصول العالمي للمعرفة:

أولى هذه الفرص هي القدرة على الوصول العالمي إلى المعرفة. مع وجود الإنترنت كوسيلة للوصول إليها، أصبحت المكتبات الافتراضية متاحة لجميع الأفراد بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو مستوى دخلهم الاقتصادي. المنصات عبر الإنترنت مثل كورسيرا وخود تقدم دورات عالية الجودة مجانية مما يفتح أبواب التعلم المستمر أمام ملايين الأشخاص حول العالم. كما توفر الشبكات الاجتماعية وأدوات التواصل مكانًا لمشاركة الأفكار والخبرات بين المجتمع الأكاديمي والعام.

تعزيز الاستيعاب الذاتي والمُبتكر:

ثاني فرص تكنولوجيا التعليم هو تسهيل عملية التعلم الشخصي والاستيعابيّ. الأدوات الرقمية تُمكِّن المُتعلمين من تحديد وتعديل سرعات تعلمهم بناءً على احتياجاتهم الخاصة ومواطن القوة لديهم. بالإضافة لذلك, يُمكن لتطبيقات الواقع الافتراضي والمعزز أن تضيف بعدا جديدا جذابا لتجارب التدريس والجذب البصرية.

التحليلات النوعية وتحسين العملية التعليمية:

بالإضافة لما سبق ذكره فإن البيانات الضخمة تعتبر مفتاح لفهم أفضل لأداء النظام الكلي لعملية التعلم بفضل الأنظمة الأساسية لإدارة المحتوى المحسنة والتي تسجل وتحلل بيانات المستخدمين مباشرة أثناء استخدام المواد المطروحة لهم مما يساعد في تصحيح أي انحيازات محتملة نحو طرق أكثر فعالية وإرشاد الآباء والأمهات والمعلمين لاتخاذ قرارات مستندة جيدا بشأن خطط الدعم والمراجعة المناسبة لكل طالب فردي حسب حاجاته وقدراته الخاصّة .

التحديات :

الانقطاع الاجتماعي وعدم المساواة الرقمية :

رغم المزايا العديدة لكن هناك جانب مظلم أيضا لهذه العلاقة الجديدة وهو احتمال زيادة الاعتمادية الزائدة عند بعض الطلاب مما قد يؤدي إلي حالةٍ شبيهة بالإدمان وليست صحية للأجهزة الذكية وذلك بسبب قضاء وقت طويل بلا نشاط بدني خارج نطاق النطاق الرقمي وبالتالي زيادة خطر الشعور بالوحدة وفقدان المهارات الاجتماعية الأساسيه اللازمة للحياة اليوميه الطبيعية وهذا يشكل تحديا حقيقياً بالنسبة لعالم الغد والذي سيحتاج الى خبراء قادرون على العمل بطرق مختلفة داخل بيئات متنوعه اجتماعيا وعسكريّا وثقافياً ...إلخ).

المخاطر الأمنية وانتشار الأخبار الزائفة :

الحاجة الملحة لحماية خصوصية الأطفال وكبار السن الذين يستخدمون خدمات التعهيد كلغة ثالثة جديدة اصبحت موجودة بالفعل ولكن مازالت هنالك مخاطر تهدد أمن معلوماتهم الشخصية وأطفالهم أيضا كون معظم مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات المصرفية وغيرها مطلوب مساعدة طفلك الصغير بشرح مفاهيم الحفاظ علي خصوصيتها وماهو حقائقاكا مزيفة وهذه مهمة ليست سهلة للغاية نظراً لأن الكثير من الشباب والشيوخ يتعاملون بدون خبرة واسعة بهذا المجال الجديد نسبياً مقارنة بأجيال سابقتهم .