الحمد لله الذي بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وأرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. إن دعوة الناس إلى الإسلام هي رسالة نبيلة ومهمة، وهي واجب على كل مسلم قادر رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
تتمثل دعوة الناس إلى الإسلام في بيان محاسن هذا الدين العظيم، وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة. وقد أمر الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وكل من اتبعه أن يدعو إلى الله تعالى على بصيرة، فقال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) [يوسف:108].
ومن أهم وسائل الدعوة إلى الإسلام التحلي بأخلاق الإسلام الفاضلة، ويكون الداعية قدوة حسنة لغيره، فلسان الحال أصدق من لسان المقال. كما يجب على الداعية أن يجادل بالتي هي أحسن، وأن يبين محاسن الشريعة الإسلامية وملاءمتها لفطرة الإنسان وتلبيتها لحاجاته البدنية والعقلية والروحية.
وتختلف وسائل الدعوة باختلاف الناس ومؤهلاتهم ومواقعهم. فالدعوة إلى الله تعالى تكون بكل أسلوب شرعه الله تعالى: من تعليم الناس ما فرض الله عليهم من أمر دينهم، ومن توجيههم ونصحهم بما ينفع في دينهم ودنياهم، وبيان محاسن الإسلام وإصلاحه للفرد والمجتمع، وأنه سبب لسعادة المسلم في الدارين.
وفي الختام، فإن الدعوة إلى الإسلام هي رسالة شريفة ومهمة جليلة، وهي دعوة الناس إلى عبادة الله وحده ونقلهم من الظلمات إلى النور وزرع الخير مكان الشر والحق مكان الباطل. لذا يحتاج من يقوم بها إلى العلم والفقه والصبر والحلم واللين والرفق وبذل المال والنفس ومعرفة الأحوال والعادات.