نزلت سورتا الفلق والناس في المدينة المنورة، وفقًا لمعظم العلماء، وذلك بعد حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم من قبل يهودي من بني النضير. روى عبد بن حميد في "المنتخب" (1/228) عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر من قبل يهودي، وأنه وجد في بئر عقدة سحر، وأن جبريل عليه السلام نزل بهذه السورتين بعد ذلك.
وقد ورد في الأحاديث النبوية أن سبب نزول هذه السورتين هو حادثة السحر التي تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى مسلم في صحيحه (814) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألم تر آيات أنزلت الليلة لم يرها مثلهن قط؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس". وهذا يدل على أن هذه السورتين نزلتا في المدينة المنورة.
كما ورد في تفسير الثعلبي أن سبب نزول سورتي الفلق والناس هو حادثة السحر، وأن عدد عقد السحر كان إحدى عشرة عقدة، مما يوافق عدد آيات السورتين. ولكن هذا الحديث ضعيف الإسناد، كما ذكر الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (6/2689).
وفيما يتعلق بكون عقد السحر كانت إحدى عشرة عقدة، لم يرد به حديث صحيح. ذكر الحافظ ابن حجر أن هذا الحديث ضعيف الإسناد، وأن البيهقي أخرجه في "الدلائل" بسند ضعيف.
وبالتالي، فإن سبب نزول سورتي الفلق والناس هو حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وفقًا للأحاديث النبوية الصحيحة.