تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وهي من أبرز زوجاته وأحبها إليه. عقد النبي صلى الله عليه وسلم عليها وهي بنت ست سنين، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلت في بني الحارث بن خزرج، فوعكت [أي: أصابتها حمى]... فأتتني أمي أم رومان، وإنني لفي أرجوحة مع صواحبي لي، فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإنني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقالت: على الخير والبركة وعلى خير طائر. فأسلمنني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين".
وبعد عقد النكاح، لم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم بها إلا بعد أن بلغت تسع سنين، كما جاء في نفس الحديث. وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعب معها وبناتها الصغيرات، وكان يتقمعن [أي: يتخفين] منه عندما يدخل، ثم يسربهن إليها ليلعبن معها.
هذه الحقائق التاريخية ترد على الادعاءات الكاذبة التي تروج لسن غير صحيح لعائشة رضي الله عنها عند زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم. إن زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها كان وفقًا للشريعة الإسلامية، وكان مباحًا في ذلك الوقت، وقد بارك الله فيه وجعله سببًا لبركات عظيمة.