الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. لقد اختلف العلماء في حكم الزواج بنية الطلاق، وهو موضوع يثير جدلاً بين الفقهاء. يرى جمهور أهل العلم أن الزواج بنية الطلاق جائز بشرط ألا ينص في العقد على تحديد مدة، بينما ذهب الحنابلة في المشهور عندهم إلى عدم جوازه وفساد عقده. والراجح عندنا أنه محرم إذا ترتب عليه غش وخداع للزوجة ولأوليائها.
إن الزواج بنية الطلاق يشبه زواج المتعة، وهو محرم في الإسلام. فقد أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بأن الزواج بنية الطلاق زواج باطل، لأنه مؤقت، فيشبه زواج المتعة. وممن رأى هذا أيضاً علماء اللجنة الدائمة للإفتاء.
ومن جهة أخرى، يرى بعض العلماء أن الزواج بنية الطلاق صحيح، ولكنه يحرم لما فيه من الغش والخداع. فالمرأة ووليها لو علموا أن الزوج إنما يتزوج بنية الطلاق بعد أيام أو شهر أو نحو ذلك لما وافقوا على ذلك. وممن يرى ذلك: الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، الذي قال إن هذا النكاح بنية الطلاق لا يخلو من حالين: إما أن يشترط في العقد بأنه يتزوجها لمدة معينة، فهذا نكاح متعة وهو حرام، وإما أن ينوي ذلك بدون أن يشترطه، فالمشهور من مذهب الحنابلة أنه حرام وأن العقد فاسد.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الشيخ ابن عثيمين يرى أن هذا الزواج صحيح ليس بمتعة لأنه لا ينطبق عليه تعريف المتعة، لكنه محرم من جهة أنه غش للزوجة وأهلها، وقد حرم النبي صلى الله عليه وسلم الغش والخداع. كما أن هذا الزواج يفتح الباب أمام الغش والتغرير، مما يجعله محظوراً.
وفي النهاية، يجب أن نذكر أن الإسلام لا ينظر إلى المرأة على أنها أداة مؤقتة لتحصين الرجل دون أن ينظر لتحصينها. فالزواج في الإسلام هو رابط مقدس بين الرجل والمرأة، ويجب أن يكون مبنيًا على الاحترام المتبادل والتفاهم والرحمة.