عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطّلب، المعروف أيضاً باسم أبي جعفر، يُعتبر واحداً من أكثر الشخصيات شهرةً عطاءً وكَرماً في تاريخ الإسلام. وقد اكتسب لقب "بحر الجود" نظراً لشدة إحسانه واتساع رواقه تجاه الآخرين. فهو ليس فقط واحدٌ من أغزر الناس سخاءً وتصدقاً في عصره وإنما أيضًا من بين الأحد عشرة أجّواد بني آدم وفق بعض الروايات الإسلامية المتداولة.

نشأ ابن جعفر وترعرع تحت ظل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد استشهاد والده الشهيد جعفر الطيار رضي الله عنه في غزوة مؤتة. وكان الرسول الكريم قد تكفل به ورعايته منذ طفولته المبكرة. ومن اللافت للنظر تشابه شكله الخارجي وشخصيته مع رسول الله حسب وصف العديد من الصحابة آنذاك.

وقد اشتهر عبدالله بكثرة الصدقات والإحسان سواء للأقارب أم عامة المجتمع. فعندما تقاعد تاجر بسبب تعثر تجارته وشح ​​السوق, أمر عبدالله بإعطائه كل مخزون التجارة مجاناً لتشجيعه ودعمه اقتصادياً. وفي إحدى المناسبات الأخرى، وهب ملايين الدراهم نقداً لدفع ديون المسلمين الذين كانوا مديونين إليه. وذلك دليل غير مباشر على مدى سخائه وعظم مكانته لدى المؤرخين والتاريخ العربي والعلماني alike.

توفي "بحر الجود"، رحمه الله تعالى وغفر لنا ولكم, حوالي عام 80 هـ متمسكاً بما علمناه جميعاً عبر القرون بأنه "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس". ترك خلفه تراثاً واسعاً من الأعمال الخيرية والسلوك النبيل والأفعال النبيلة والتي تعد مصدر إلهام لكل محب للعطاء والبذل.