تعدّد الزّوجات هو مُصطلح يشير إلى ممارسة الرجل التي تسمح له بتكوين علاقات زواج متعددة مع نساء مختلفات في وقت واحد. هذه الظاهرة ليست جديدة، بل لها جذور عميقة في التاريخ والثقافات المختلفة حول العالم. في الإسلام، يُعتبر تعدد الزوجات مباحاً ضمن شروط محددة، لكن هذا لا يعفي من مسؤوليته تجاه كل فرد من أفراد العائلة الجديدة.
من الناحية التاريخية، كانت هناك العديد من المجتمعات البشرية التي سُمح فيها بالتعدد. في بعض الثقافات القديمة مثل الإغريق والرومان، كان الرجال يستطيعون الحصول على أكثر من زوجة واحدة بشرط تقديم الدعم المالي والمعنوي لكل منهم بشكل عادل. أما بالنسبة للثقافة العربية والإسلامية، فقد ورد ذكر تعدد الزوجات في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولكن فقط تحت ظروف خاصة وضمن حدود أخلاقية واضحة وصعبة التنفيذ.
بالنظر للقضايا الاجتماعية المعاصرة المتعلقة بتعدد الزوجات، فإنه ليس بالضرورة خيارا سهلا أو مرغوبا لدى الجميع. يمكن أن يؤدي ذلك إلى نزاعات داخلية بين الأزواج وبين الأطفال والأسر الأخرى المرتبطة بهم. كما أنه قد يثير تساؤلات حول المساواة والعدل بين النساء وكيف يمكن تحقيقها عند وجود عدة عائلات تحت سقف واحد. بالإضافة لذلك، فإن الجوانب القانونية والاقتصادية والتأمين الصحي والميراث وغيرها تعتبر تحديات كبيرة تحتاج لحلول عملية وعادلة لجميع الأطراف المعنية.
بشكل عام، رغم البعد الإسلامي لتعدد الزوجات إلا إن القبول الاجتماعي لهذه الممارسة ينخفض تدريجياً بسبب الاعتبارات الأخلاقية والقانونية الحديثة والتي تؤكد حق المرأة في الاحترام والكرامة وعدم التعرض للمساواة غير المشروطة.