سورة الإخلاص: السورة التي تعادل ثلث القرآن

تعد سورة الإخلاص، وهي السورة الحادية عشرة من القرآن الكريم، من السور المميزة التي لها فضائل وخصائص فريدة. وفقًا للحديث النبوي الشريف، فإن قراءة سورة ا

تعد سورة الإخلاص، وهي السورة الحادية عشرة من القرآن الكريم، من السور المميزة التي لها فضائل وخصائص فريدة. وفقًا للحديث النبوي الشريف، فإن قراءة سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن. هذا الحديث رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" [5] أخرجه مسلم (811).

وقد فسّر العلماء معنى "تعدل ثلث القرآن" على عدة أقوال. الأول هو أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن باعتبار معاني القرآن، لأن القرآن يتكون من ثلاثة أثلاث: توحيد، وقصص، وأمر ونهي. وسورة الإخلاص تحتوي على التوحيد، وهو ثلث القرآن. القول الثاني هو أن قراءة سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن من حيث الثواب، أي أن ثواب قراءتها يعدل ثواب قراءة ثلث القرآن.

كما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقراءة المعوذات، ومنها سورة الإخلاص، في دبر كل صلاة. بالإضافة إلى ذلك، ورد في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن سورة الإخلاص لم تنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفُرقان مثلها.

ومن فضائل سورة الإخلاص أيضًا أنها تكفي من كل شيء إذا قرأها المرء صباحًا ومساءً ثلاث مرات. هذا ما رواه عبد الله بن خبيب رضي الله عنه، حيث قال: "خرَجْنا في غزوة تبوك فمررنا بقرية فسمعت رجلاً يقرأ: قل هو الله أحد يرددها، فلمَّا أصبَح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكَر ذلك له، وكأن الرجل يتقالُها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنَّها لتعدلُ ثلثَ القرآن".

وفي الختام، فإن سورة الإخلاص لها فضائل عظيمة، ومنها أنها تعدل ثلث القرآن من حيث الثواب أو باعتبار معاني القرآن. وهي سورة قصيرة ولكنها تحمل معاني عظيمة في التوحيد والإخلاص لله عز وجل.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات