يعدّ غار حراء الموقع التاريخي البارز المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإسلام وتاريخ ظهور الدين الإسلامي. يقع هذا الغار الشهير فوق جبل النور الواقع بين مكة المكرمة وجبل عرفة، ويُعتبر مكاناً مقدساً لدى المسلمين حول العالم.
في ليلة القدر المباركة، والتي كانت قبل بدء الوحي بحوالي شهر ونصف الشهر تقريباً، بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحلته الروحية إلى غار حراء للتفكر والتأمل. هنا، بعد عدة زيارات متكررة، جاءت أول رسالة سماوية له من خلال جبريل عليه السلام. تلك اللحظة الهامة تعتبر بداية الوحي والنبوة للإمام محمد صلى الله عليه وسلم وفقا للتقاليد الإسلامية.
كان اللقاء بين النبي ورسول الله جبريل ملحوظا بتكرار "اقرأ". رغم عدم قدرة النبي آنذاك على القراءة, إلا أنه تم التعليم والإرشاد لتبدأ مهمته كرسول للأديان الإبراهيمية الثلاث الرئيسية؛ المسيحية, اليهودية, والإسلام. قصة استقبال الملك الجليل لعبد الرحمن جعلت منه نقطة تحول هائلة في تاريخ الإنسانية جمعاء.
منذ ذلك الحين, أصبح غار حراء رمزا أساسيا للأدوار المتجددة للمثابرة والصبر في وجه العواصف الداخلية والخارجية التي قد تعترض الطريق نحو تحقيق الرؤى الجليلة. اليوم, يشكل الغار جزءً لا يتجزأ من مشاهد حج بيت الله الحرام ولكنه أيضا يحظى باحترام عالمي كونها إحدى المواقع المقدسة الأبرز ضمن التراث الإسلامي العالمي.
