في سياق التاريخ الإسلامي والديني تحديداً، يُشير مصطلح "كتاب الوحي" إلى مجموعة الأنبياء الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى لنقل رسلته للإنسانية. هذه الرسل كانوا الوسيلة التي عبر بها الرب عن إرادته وتعاليمه للبشرية جمعاء. فيما يلي دراسة متعمقة حول تعريف هؤلاء الكتاب وكيفية حساب عددهم بدقة.
تبعثرت خلال القرون العديد من الأفكار والتفسير بشأن كمية وأسماء هؤلاء الكتاب. الخلاف الرئيسي ظهر حول ما إذا كان ينبغي اعتبار جميع الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم كـ "كتبة لوحي"، أم فقط أولئك الذين نزل عليهم كتب موقعة ومعروفة مثل موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام. بناءً على هذا الاختلاف، يمكن تقدير العدد بشكل متفاوت بين الطوائف المختلفة داخل الدين الإسلامي.
وفقاً لأقدم التفسيرات الإسلامية التقليدية، فإن عدداً قدراً من الأشخاص يشكلون كتبة الوحي. يعتبر البعض أن الرقم يصل إلى خمسين شخصا استناداً لتعداد وجد في بعض الروايات الصوفية القديمة. ولكن الأكثر قبولاً هو الاعتقاد بأن هناك اثني عشر نبياً رئيسياً ذكر القرآن أسمائهم مباشرة والتي تشمل نوح ولوط وشعيب وغيرها الكثير. بالإضافة لذلك، يؤكد المؤرخون الإسلاميون وجود أكثر من مئة نبي ذكرت أسماءهم في الحديث النبوي الشريف لكن لم يتم ذكر تفصيلات عنها بالتفاصيل كما فعل القرآن.
وبالتالي، عندما نتحدث عن كتاب الوحي، فنحن نقصد تلك الشخصيات البارزة المنتقاة من قبل الله لإعلان رسالة سماوية معينة. بينما يصعب تقديم رقم نهائي دقيق بسبب اختلاف الآراء والمستندات التاريخية المتاحة حاليا، إلا أنه من الواضح أن العدد كبير ومتنوع للغاية إن أخذنا بعين الاعتبار كل النبيين المذكورين ضمن النصوص الدينية المحترمة لدى المسلمين.
