اسم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يحمل معاني سامية ومباركة تعكس شخصيته العظيمة وأخلاقه الفاضلة التي بشر بها الإسلام للعالمين. هذا الاسم المبارك يعني "المدح"، وهو انعكاس لتقدير الله عز وجل له وتعظيم صفاته الحميدة بين البشر. ذكر القرآن الكريم اسم "محمد" مرّتين فقط، الأولى في سورة الأحزاب والآية 40 والثانية في سورة الفتح والآية 29، مما يؤكد المكانة الرفيعة للنبي المصطفى في قلوب المؤمنين وفي كتاب رب العالمين.
كما يمتاز النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعددٍ من الصفات البارزة التي تميزته عن غيره، ومن أهم هذه الصفات الصدق والإخلاص والحكمة والمروءة والكرم والشجاعة. فقد كان صادقاً فيما يقول وفعل، وقد برهن ذلك حين قال عنه ربه "إنك لعلى خلق عظيم". كما ظهرت حِكمته الواسعة في مواجهته للشدائد بحنكة ورؤيا ثاقبتين. وكان كريم النفس والجسد، سخياً بما يملك من مال وعلم ومعرفة. أما مروءته وشجاعته فكانت بارزة خلال جميع مراحل حياته منذ نشأته حتى الرحيل الأخير إلى دار الخلود.
وفيما يتعلق بالصفات الأخرى لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، يمكن القول إنّه امتلك قلباً طاهراً ونقيةً روحاً نقيةً، عرف بالعفو والعفو عمّا بدر ممن ظلمه وظلموه. وكان متواضعاً أبداً ولا يرى نفسه فوق أحد مهما عظمت مكانته عند الناس. أمَّا دينُه الراسخ وإيمانُه الجازم بمواعيد الرب جل وعلى فلقد جعلاه القدوة الحقيقية لكل مؤمن يريد التقرب أكثر لعبادة خالقه وسيده.
وبهذه الروح الطاهرة والأخلاق النبيلة، قاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية نحو طريق الحق والنور، تاركاً لنا تراثاً إنسانياً خالدًا يدوم أثره عبر الأجيال جيلاً بعد آخر. إنه مثال يحتذى به للأجيال القادمة ليستلهم منها قيمَ الخير والصبر والاستقامة والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية والمحبة الإنسانية المتبادلة بين الجميع دون تفريق.