نبيّ الله عزیر هو أحد الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم, وهو شخصية تحمل العديد من الغموض والعجب. وفقاً للتقاليد الدينية الإسلامية, يعتبر عزير واحداً من أولئك الذين عاشوا لأكثر من قرن بدون الموت, ثم عاد إلى الحياة بعد فترة طويلة من الوفاة الظاهرة. هذه القصة ليست فقط جزءاً من التاريخ الإسلامي, ولكنها أيضاً مصدر للإلهام والتأمل حول طبيعة الحياة والموت.
في الكتاب المقدس, يُذكر أنه عندما توفي النبي عزير, أخذته ملكوت السماء لمدة ثلاثة أيام قبل أن يعيده إلى الأرض. هذا الحدث الرائع تم تسجيله ليس فقط في كتب الدين اليهودي والإسلامي, بل حتى المسيحية تشير إليه. بالنسبة للمؤمنين المسلمين, تعتبر حادثة إحياء عزير إحدى الأعمال العظيمة التي تؤكد قدرة الله وقدرته.
بعد عودته للحياة, لم يكن لدى عزير سوى خمس وعشرين سنة أخرى ليعبّر فيها عن رسالته الإلهية. خلال تلك الفترة القصيرة نسبياً بالمقارنة مع عمر البشر الطبيعي, عمل كرسول بين قومه يدعوهم لعبادة الله الواحد وحده ويحثهم على فعل الخير وتجنب الشرور. رغم الاختلافات في تفاصيل قصته حسب كل ديانة, فإن الرسالة الأساسية تبقى ثابتة - الدعوة إلى الحق والخير والحفاظ على الأخلاق الحميدة.
هذه القصة تعكس العمق الروحي والمعنى الخلاصي للدينيات الرئيسية الثلاثة: الإسلام والمسيحية واليهودية. إنها تحكي لنا كيف يمكن للروح الإنسانية أن تتجاوز حدود الزمان والمكان تحت الرعاية الإلهية, وأن دعوة الرسالات الدينية تنبع دائماً من مبادئ الرحمة والعدل والقيم الجوهرية للإنسان. وبالتالي, تعد قصة عزير دليلاً حيّاً على قوة العقائد الراسخة وأثرها في بناء مجتمع صالح ومعتدل.