في رحاب العقيدة الإسلامية العظيمة، يعتبر فهم صفات الله تعالى أمرًا بالغ الأهمية لتعميق إيمان المؤمنين وتكريس حقيقة وحدانية الخالق. هذه الصفات التي تُنسب لله سبحانه وتعالى، تعتبر أساسًا لمعرفة الذات الإلهية والتواصل الروحي مع الخالق الواحد القهار.
أولى صفات الله تعالى هي القدرة الكاملة والمطلقة (القدرة). فالله وحده هو القادر على كل شيء، خالق الكون وما فيه من مخلوقات، قادر على تغيير حال العباد وأحداث العالم بما يشاء حسب حكمته البالغة وإرادته المقيدة بالتقدير الرباني. كما أنه عزيز غني بذاته، ولا يحتاج إلى شيء سواه؛ فهو الغني المطلق بينما خلقه الفقراء إليه.
ومن صفاته جلّ وعلا العلم الشامل (العلم)، فلا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء. يعلم كيد الظالم وكيد المظلوم وسريرة الإنسان وعلانيته. علمه شامل لكل زمان ومكان ومعرفة بكل صغيرة وكبيرة. هذا العلم ليس مقتصراً فقط على الماضي والحاضر وإنما يشمل المستقبل أيضا بشكل دقيق لا يغيب عنه طرف.
كما تتميز شخصية الله تعالى بحكمته (الحكمة) فيما يحدث في الدنيا والدين. إن جميع الأحداث سواء كانت جيِّدة أم سيئة فهي تحت إشراف الله عز وجل وهي تسير وفق خططه الحكيمة التي قد لا نفهمها دائماً ولكنها حتما ستظهر نتائجها النهائية المشروعة لاحقا.
وفي نفس السياق يأتي العدالة (العدل)، وهو جانب أساسي من جوانب شخصيته المقدسة حيث يعدل بين عباده ويجازي كل فرد بحسب عمله ودينه دون ظلم لأحد منهم. يؤكد القرآن الكريم على عدله قائلاً: "إن الله لا يظلم مثقال ذرة".
أما الرحمة والصفح فالسمتان اللتان تميزان علاقة الله بخلقه أيضاً. إنه الرحمن الرحيم الذي يبسط يديه بالرحمة قبل مغفرة الخطايا للأولي التوبة والعائدين إليه مراراً وتكراراً طالما أن القلب مصاب بمرض الحب له ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ختاماً، هذه بعض الجوانب الجوهرية لصاحب القدرات والإمكانيات اللا محدودة والتي تتجلّى فيها جمال صفات الله تعالى. دعونا نسعى لأن نرتقي بفهمنا لهذه النعوت لنكون أكثر قربا منه جل وعلى مستعينينا بالإخلاص والعمل الصالح لتحقيق رضا رب العالمين.