تُعدّ السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأولى وأكثر محبّةً له وللإسلام، وقد تركت بصمة واضحة خلال مسيرة الدعوة النبوية. بعد وفاتها عام 619 ميلاديًا تقريبًا، تم نقل جثمانها الطاهر للدفن خارج المدينة المنورة مباشرةً باتجاه الشمال الشرقي عند جبل أحد المعروف بجبل الخندق أيضًا. يقع هذا الموقع داخل منطقة تسمى "الحرة"، وهي مساحة واسعة بين جبل الرماة وجبال أخرى قريبة. يُذكر التاريخ الحديث أنه بموجب اتفاق مع قبيلة بني النضير اليهود الذين كانوا يسكنون حول تلك المنطقة آنذاك، فقد سمحوا للمسلمين بدفن إحدى أهم شخصيات تاريخ الإسلام هناك مقابل عدم إيذائهم واستمرار عيشهم الآمن حتى وقت لاحق.
هذه المقبرة التي تحتوي على مرقد السيدة خديجة بالإضافة إلى العديد من الصحابة الآخرين مثل طلحة بن عبيدالله وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما تُعتبر جزءًا أساسيًا من التراث التاريخي والإسلامي للعاصمة السعودية الحالية الرياض سابقاً. تعتبر زيارتها اليوم واحدة من المحطات المهمة للسائح الروحي والتاريخيون الذين يأتون للاستزادة من روائع الماضي والحاضر المشترك لكل العرب والمسلمين بغض النظر عن جنسياتهم المختلفة ومستويات ثقافتهم المتنوعة.