- صاحب المنشور: عبد الواحد بن بكري
ملخص النقاش:شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مجال التكنولوجيا المالية أو ما يعرف بالـ Fintech. هذا التحول الرقمي لم يعد مجرد اتجاه عالمي فحسب؛ بل أصبح له حضور قوي ومتزايد في المنطقة العربية. الهدف الأساسي لهذه الثورة التقنية هو جعل الخدمات المصرفية والمالية أكثر سهولة وكفاءة لكل الأفراد والشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
من الناحية الاجتماعية، أدى انتشار التكنولوجيا المالية إلى زيادة الوصول إلى خدمات البنوك والمؤسسات المالية للكثيرين الذين كانوا خارج نطاق هذه الخدمات سابقاً. هذا يمكن رؤيته عبر تطبيقات الهاتف المحمول التي تسمح للمستخدمين بإدارة حساباتهم الشخصية وإجراء المعاملات المالية بكل بساطة وبسرعة أكبر بكثير مما كانت عليه الحال مع الطرق التقليدية. كما أنها تساعد في تعزيز الشمول المالي الذي يعتبر أحد أهم الأهداف العالمية للتطوير الاقتصادي المستدام.
بالإضافة لذلك، فإن تأثيرها الاقتصادي كبيرٌ أيضا. فهي تساهم في خلق فرص عمل جديدة وتنشيط قطاع الأعمال. العديد من شركات التكنولوجيا المالية تعتمد على موارد محلية لإنشاء حلول متخصصة تلبي الاحتياجات الفريدة للسوق المحلي وهذا يعزز اقتصاديات البلاد ويحفز عملية التجارة الإلكترونية بشكل عام.
ومع ذلك، فإن تحديات تواجه رحلة نجاح هذه الصناعة الجديدة مثل القضايا الأمنية المتعلقة بالحماية السيبرانية وضمان خصوصية البيانات. بالإضافة إلى المنافسة المحتدمة بين اللاعبين الدوليين والإقليميين للحصول على حصة سوقية في منطقة شديدة التعقيد سياسياً واجتماعياً.
في النهاية، يظهر واضحا بأن التكنولوجيا المالية ليست بديلاً ولكن تكملة لأنظمة القطاع المالي التقليدي ولذلك تحتاج لدعم مؤسسات الدولة ومشاركتها مباشرة لتوجيه الاستثمار نحو المشاريع المؤثرة اجتماعيا واقتصاديا.