تعدّ غزوة بدر إحدى أهم المعارك التي خاضتها الأمة الإسلامية في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حدثت يوم الجمعة الموافق لـ17 رمضان سنة 2 هجري. هذه الغزوة لها عدة تأثيرات ونتائج تاريخية وعسكرية ودينية مهمة. أولاً، من الناحية العسكرية، حققت هذه الغزوة انتصارًا كبيرًا للإسلام حيث قُتل العديد من كبار زعماء قبيلة قريش وتم القبض على بعض الآخرين. هذا الانتصار عزز من مكانة المسلمين ومن حمايتهم ضد هجمات المشركين مستقبلاً. كما ساهم أيضًا في تقوية الروح المعنوية للمسلمين بعد الهجرة الأولى إلى المدينة المنورة.
ثانياً، كان لهذه الغزوة آثار دينية هائلة إذ تميزت بتقديم النصر لأتباع الإسلام مقابل عددهم القليل مقارنة بجيش المشركين وقتل الكثير منهم. هذا جعل المؤمنين يدركون قدرة الله تعالى ووعده بالنصر لعباده الصالحين والذي جاء بالفعل في معركة بدر حين كانوا "أقل عددًا". بالإضافة لذلك، شهدت المعركة تحويل البعض ممن شاركوا فيها من الكفر إلى الإيمان مما يشير لقوّة دعوة الإسلام وجاذبيته للناس بشكل عام.
ثالثا، تعددت الآثار التاريخية لغزوة بدر أيضاً؛ فقد بدأت مرحلة جديدة للحرب بين المسلمين وقريش الذين بدأوا يفكرون جدياً بكيفية التعامل مع قوة إسلامية ناشئة ومستمرة النمو. كذلك أسست تلك الغزوة لبداية تشكيل دولة إسلامية وبروز دور الخلافة الإسلامية منذ ذلك الحين. أخيرا وليس آخرا، تركت معركة بدر بصمة واضحة فيما يتعلق بحقوق المسجونيين وحماية المدنيين حيث حرص الجيش المسلم على عدم إيذاء النساء والأطفال أثناء عمليات الاستيلاء على الأموال والممتلكات الشخصية للمعسكر المقابل وفق الشريعة الإسلامية والقيم الأخلاقية الراسخة لدى الرسول الكريم وأصحابه رضوان الله عليهم جميعا.