تعد العلاقة بين الزوجين ركيزة أساسية لأي مجتمع سليم وهادئ. ومن هذا المنطلق، يأتي دور الزوجة كشريك حيوي في بناء هذه العلاقة وتعزيز الاستقرار الأسري. إن فهم وتنفيذ الواجبات المناسبة التي تحملها الزوجة تجاه زوجها ليس فقط أمراً ملزماً دينياً، بل أيضاً ضرورياً لتحقيق حياة مشتركة سعيدة وراضية للطرفين.
في الإسلام، يعتبر المنزل مساحة مقدسة تتطلب اهتماماً خاصاً ورعاية مستمرة لتكون ملاذاً للهدوء والأمان لكل فرد فيه. وهنا تلعب الزوجة دوراً محورياً في تحقيق ذلك عبر عدة مسؤوليات رئيسية:
- الدعم المعنوي والنفسي: تعتبر الزوجة الداعم والمعزي الرئيسي لزوجها، خاصة أثناء فترات الضيق والتحديات المختلفة. سواء كانت مشاكل عمل أو ظروف اقتصادية صعبة، عليها تقديم الراحة والدعم النفسي اللازم لمساعدة زوجها على التخطي والتعافي.
- الرعاية الصحية: بالإضافة إلى دوافع الحب والعاطفة، فإن الرعاية الصحية الجسدية والنفسية هي جزء مهم من الواجب الذي تضعه المرأة أمام نفسها عندما تتخذ القرار بالتزام الحياة مع رجل آخر. تشجع الشريعة الإسلامية المسلمة على الاعتناء بنظافتها الشخصية وجمال منزلها وطعام شريك حياتها الصحي والمغذي.
- التواصل الفعال: التواصل الفعّال والاستماع الحقيقي هما مفتاحان لبناء الثقة والحفاظ على الألفة داخل الزواج. قد يستلزم الأمر بذل مجهود إضافي للاستماع لفهم وجهة نظر وحاجات شريك الحياة بدلاً من الانخراط مباشرة بإبداء الآراء أو الدفاع عن الذات بشكل مفرط مما يؤدي غالبًا لإثارة خلافات غير ضرورية.
- المشاركة في اتخاذ القرارات: بينما يقع التصرف الرسمي عادة تحت سلطة الرجل حسب القانون الإسلامي التقليدي، إلا أنه يشجع أيضاً مشاركتها المقترحات والإدلاء برأي حول العديد من الأمور المتعلقة بالحياة المشتركة بما فيها المالية والشؤون البيتية وغيرها الكثير. وهذا يعكس أهميتها ودور فعاليتها ضمن مجرى العائلة كوحدة واحدة موحدة ومتماسكة.
- العناية بالأسرة: أخيرا وليس آخرا، تعتبر التربية الأخلاقية للأطفال والسلوك الاجتماعي العام مسؤولية مهمّة أخرى توليه النساء بكل حب واحترام لما له تأثير كبير على المستقبل المجتمعي الكبير لعائلتها الصغيرة وبالتالي المجتمع الأكبر أيضًا. فقامت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مثلا بتوجيه المسلمين للحصول على هدوء وسعادة الأطفال قدر الإمكان نظراً لذلك التأثير البالغ مدى فعاليته حتى مرحلة النضج الكامل لديهم فيما بعد العمر الطفولي المبكر.
إن تنفيذ تلك الأدوار يعد اختبارا حقيقيا لمكانة المرأة كمشاركة كاملة وعادلة لأداء وظائف مختلفة داخليا وخارجيا بدون تمييز اجتماعي مقلق ولم يحرم منها كما أنها تدعم مركز شرعية مكانتهاموضعة خاصة تستحق كل الاحترام والتقدير لدى جميع أفراد المجتمع الذين يساندون دعوتها للجنس الآخر بحسن ذاتيته ويقدرونه كثيرا -وهذه حقائق أثبتتها التجارب الواقعية الناجحة للعائلات المثالية وقدوة القيم الإنسانية المحمدية الخالصة-.