صيام الثلاثة أيّام من بداية الشهر الهجري له مكانته الخاصّة في الإسلام لما يحمله من فضائل عظيمة وارتباط وثيق بالإيمان العميق والتقرُّب إلى الله عز وجل. هذه الثلاث أيَّام هي يوم الاثنين والأربعاء والجمعة والتي يُشهد لها بأنها أيام مباركة عند المسلمين.
في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِلَّهِ غَيْمَةً تُسَبِّحُ وَتَتَحَمَّلُ بِالأُمَنَّةِ إِلَى السَّماءِ"، ثم ذكر أنه إذا كان يومٌ يوافق ذلك اليوم فهو يومٌ مُبارك، ومن الصائم فيه فله كفارة لذنب سبع سنين كاملة. هذا يشير إلى أهميتها الروحية والفائدة النفسانية لصوم هذة الأيام المباركة التي تقرب المؤمن أكثر من خالقه وتطهّر روحه.
بالإضافة لذلك، هناك حديث آخر يدعم قيمة صيام هؤلاء الأيام؛ فقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً: "الصوميْن مِنْ عَشرَة ذِي الحِجَّةِ ليوم وليلة أحب إليَّ من الدنيا وما فيها." إن اختيار هذه الفترة تحديداً يعكس ارتباطاً خاصاً بتلك الأزمان والمناسبات الدينية الهامة.
كما يمكن اعتبار تأريخ دخول رمضان أيضاً فرصة أخرى لتطبيق هذا التقليد الديني العزيز. بدأ الاعتدال الربيعي، الذي يحدث عندما تكون الشمس في خط الاستواء تماما مما يؤدي إلى تغطية الليل والنور لكلا نصف الكرة الأرضية بنفس القدر من الوقت بشكل متساوي، يعد محطة مهمة للمؤمنين للبدء بممارسة صيام أيام محددة خلال الأشهر التالية حتى حلول رمضان القادم.
وفي النهاية، فإن الانغماس في الفضائل الروحية المرتبطة بصيام ثلاثة ايامٍ من كل شهر ليس فقط تعزيز للإيمان الداخلي ولكنه أيضا وسيلة لتحقيق السلام النفسي والاستقرار الروحي. إنها دعوة للتأمل والتقرب لله سبحانه وتعالى، وهو الأمر المستحق حق التدبر والعيش به حياة أقرب إلى البر والإيمان.