الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فيما يتعلق بقضاء صلاة الوتر، فإنها تعتبر سنة مؤكدة وليست واجبة، كما ذهب إليه جمهور العلماء. وقد ورد في الحديث الشريف عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع". وهذا يدل على أن الصلوات الخمس هي الفرائض فقط، ولا يجب غيرها.
ومع ذلك، فإن قضاء الوتر المستحب مستحب أيضاً، خاصة إذا فات الشخص أداءه في وقت معين. وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نام عن وتره بالليل فليقضه بالنهار". وهذا يدل على جواز قضاء الوتر في النهار.
أما بالنسبة لعدد ركعات الوتر، فقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى". وهذا يدل على جواز الإتيان بركعة واحدة كوتر. كما ورد في الحديث الشريف أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمس فليوتر، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليوتر، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليوتر بها". وهذا يدل على جواز الإتيان بثلاث أو خمس ركعات كوتر.
وفي حالة ضيق الوقت، فمن الأفضل تقديم الوتر أولاً، ثم قضاء قيام الليل بعد حل النافلة (ارتفاع الشمس مقدار رمح). وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوتروا قبل أن تصبحوا".
وبناءً على ما سبق، يمكن القول إن قضاء صلاة الوتر مستحب، ويمكن الإتيان بركعة واحدة كوتر، أو ثلاث أو خمس ركعات حسب الرغبة. وفي حالة ضيق الوقت، من الأفضل تقديم الوتر أولاً ثم قضاء قيام الليل بعد حل النافلة. والله أعلم.
