كان قوم لوط، حسب القرآن الكريم والسنة النبوية والتقاليد اليهودية والمسيحية، يعيشون في منطقة تدعى سدوم أو سدوم وعمورة. هذه المدينة القديمة كانت تقع بين الأردن وفلسطين حالياً، بالقرب من البحر الميت. يعتقد العلماء أن موقعها ربما يكون مدينة تل-السدر الحالي جنوب غرب البحر الميت.
وفقاً للتقاليد الدينية، اشتهر أهل هذه المنطقة بزواجهم غير الطبيعي وتحرشهم الجنسي بالضيوف والغرباء. هذا الأمر أغضب الله سبحانه وتعالى، فأنزل عليهم عذاباً شديداً كنايةً عنه بغرق الأرض تحت الأمطار الحمضية التي أدت إلى محو مدينتهم تماماً. إن قصة سيدنا لوط عليه السلام لقومها تحمل دروساً أخلاقية عميقة حول أهمية الصدق والأخلاق الجيدة والمعاملة الحسنة للآخرين.
في علم الآثار الحديث، تم التنقيب في عدة مواقع محتملة لتحديد أماكن وجود مدن Sodom وGomorrah القديمة. رغم عدم الوصول إلى توافق نهائي بين الخبراء، إلا أن معظم الأدلة تشير إلى أنهما كانتا جزءاً من مجتمعات زراعية مزدهرة قبل وقوع الحدث المذكور في الكتاب المقدس والعهد القديم.
بالإضافة لذلك، فإن البحث العلمي قد سلط الضوء أيضاً على المعاني الثقافية والشعائر الاجتماعية المرتبطة بهذه القصة عبر القرون. فقد تأثرت العديد من المجتمعات البشرية منذ القدم بهذا الجزء المؤلم من تاريخ الشرق الأوسط، مما ترك بصمة واضحة في الفولكلور والثقافة الشعبية حتى يومنا هذا. وبالتالي، يعد فهم تطور سكان تلك المدن وكيف أثروا وتأثروا بالمحيط الخارجي خطوة مهمة نحو تقدير أكثر شمولية للتراث الإنساني المشترك.