الحمد لله، لا يفطر الصائم بتعاطي لقاح كورونا؛ لأنه غير مغذٍ، ولا يصل إلى المعدة أصلاً، وإنما يبقى اللقاح في المنطقة التي حقن فيها ولا يتعداها -كما أخبرنا طبيب مختص بذلك- ويقوم الجسم بالتعرف عليه، وإنتاج أجسام مضادة له، وتلك الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم هي التي تنتشر في البدن. وأما اللقاح فإنه يبقى حبيسا في مكان الحقن، ثم إنه قد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الخاص بموضوع المفطرات للصائم، أنه لا يعد من المفطرات: الحقن العلاجية الجلدية، أو العضلية، أو الوريدية، باستثناء السوائل، والحقن المغذية.
وقد أفتى مجمع الفقه الإسلامي بأن التطعيم ضد الأمراض في نهار رمضان لا يفطر الصائم؛ لأنه لا يصل إلى الجوف عن طريق منفذ طبيعي. كما أفتى بأن معالجة أسنان الصائم في شهر رمضان جائزة، ولا تبطل الصيام.
ومن الأمثلة على ذلك، التطعيم ضد الجدرى والكوليرا والتيفود، حيث أفتى مفتي عبد المجيد سليم بأن هذه التطعيمات لا تفطر الصائم؛ لأنها لا تصل إلى الجوف عن طريق غير المسام.
وفي حالة أخذ حقنة مفطرة عن طريق الخطأ، ثم قضى الصائم ما فاته من أيام، فلا شيء عليه؛ لأن نية الصيام كانت قائمة، وقد أدى ما يجب عليه.
ومن المهم أن نلاحظ أن الأقدار لا مشيئة لها، والصواب أن يقال: شاء الله أو قدر الله. كما أن قول "شاءت الظروف" أو "شاءت الأقدار" ألفاظ منكرة، لأن الظروف والقدر لا مشيئة لهما.
نسأل الله تعالى أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين، ويزيدنا فقها وعلما. والله أعلم.