آخر صحابي توفي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي، المعروف أيضًا باسم عامر بن واثلة بن عبد الله بن عامر. اتفق العلماء على أنه آخر من مات من الصحابة الكرام، وتوفي في السنة المئة من الهجرة، أو في السنة المئة واثنين، أو في السنة المئة وعشرة، في مكة المكرمة. وقد ذكر ابن عساكر في تاريخه أنه توفي في السنة المئة وواحد، وأدرك خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
ولد أبو الطفيل في عام أُحد، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في الحج، وذهب إلى الكوفة، ثم أقام في مكة حتى توفي. كان من الأشخاص الذين رووا عن عمر وعلي رضي الله عنهما، ونزل الكوفة والمدائن في عهد الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، ثم رجع إلى مكة ومات بها. كان آخر الصحابة رؤية للنبي صلى الله عليه وسلم، وصاحب علياً رضي الله عنه، وشهد معه جميع المشاهد.
كان أبو الطفيل معروفًا بفصاحته وفضله وشعره وحضوره الجواب. ولد بعد الهجرة، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يستلم الركن بمحجنه ويقبل المحجن. حمل راية المختار لما ظهر بالعراق، وكان من الثقات في النقل، صادقًا، عالمًا، فارسًا.
وردت رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، حيث قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، ويستلم الركن بمحجن معه ويقبل المحجن". وسأله أحدهم عن رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "نعم، ولا أعلم على ظهر الأرض رجلًا حيًّا رأى النبي غيري".
كان أبو الطفيل من صغار الصحابة، وآخرهم موتًا، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم عند استلامه للركن، وعند ركوبه لناقته والذهاب بها إلى الأبطح، وعند تقسيمه للحم في مكان يسمى الجعرانة، وعند طوافه وسعيه بين الصفا والمروة.
