الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

تعتبر صلاة الفريضة من أهم الواجبات في الإسلام، ويجب على المسلم المحافظة عليها في وقتها مع استيفاء شروطها وأركانها. وفي حال وجود عائق يمنع من أداء الصلاة في مكان مناسب، مثل عدم القدرة على النزول من السيارة أو خوف فوات الوقت، يجوز للمسلم الصلاة في السيارة وفق شروط معينة.

وفقاً للفقهاء، يجب على المسلم المحافظة على استقبال القبلة قدر المستطاع أثناء الصلاة في السيارة. فإذا لم يتمكن من ذلك بسبب حركة السيارة، يجب عليه أن يصلي على حالته التي يستطيعها، مع إيماء برأسه عند الركوع والسجود. وهذا مبني على قاعدة شرعية عامة مفادها أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، كما جاء في القرآن الكريم: "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" (البقرة: 286).

فيما يتعلق بصلاة النافلة في السيارة، فإنها جائزة أيضاً، ولكن بشرط أن تكون السيارة مستقرة وأن يتمكن المصلي من القيام والاعتدال والطمأنينة. وإذا لم يتمكن من ذلك، فلا تصح الصلاة في السيارة إلا إذا كان هناك عذر يمنع من النزول، مثل خوف فوات الوقت.

ومن المهم التنبيه إلى أن المرأة لا يجوز لها السفر إلا مع ذي محرم، كما ورد في الحديث الشريف: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا ومعها ذو محرم" (رواه البخاري).

وفي الختام، يجب على المسلم أن يسعى دائماً إلى أداء الصلاة في مكان مناسب ومستقر، ولكن إذا تعذر ذلك بسبب ظروف خارجة عن إرادته، فإنه يجوز له الصلاة في السيارة وفق الشروط المذكورة أعلاه. والله أعلم.