الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن أول صلاة ظهرت في الإسلام هي صلاة الظهر، ولهذا سميت ظهراً، وتسمى الأولى عند بعضهم لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد فرض الصلاة ليلة الإسراء. جاء ذلك في آثار كثيرة عن بعض الصحابة والتابعين، ويستأنس له بما في صحيح البخاري عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس.... الحديث. قال الحافظ في الفتح: قيل لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم حين بين له الصلوات الخمس، وقيل لأنها أول صلاة النهار. وقد روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة وأبي سعيد أن أول صلاة فرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي صلاة الظهر. وقد جاء ذلك مفصلاً في مصنف عبد الرزاق عن الحسن قال: أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَار، فكانت أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، فأتاه جبريل فقال: وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ. فقام جبرائيل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي خلفه ثم الناس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والنساء خلف الرجال، قال: فصلى بهم الظهر أربعاً... الحديث. وبناءً على هذه الآثار، فإن أول صلاة ظهرت في الإسلام هي صلاة الظهر. والله أعلم.
ومن أهمية الصلاة ووجوبها، نجد حديث عائشة رضي الله عنها الذي يشير إلى أن الصلاة فرضت ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، مما يدل على أهميتها ووجوبها. كما يؤكد حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن الإسلام بني على خمس، منها إقام الصلاة، مما يوضح مكانة الصلاة في الإسلام. وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يذكر أن الإسلام بني على خمس، منها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، مما يعزز أهمية الصلاة ووجوبها.
وبذلك نرى أن أول صلاة فرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي صلاة الظهر، وهي من أهم أركان الإسلام وأكثرها أهمية ووجوباً.