الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيما يتعلق برطوبات الفرج، فإنها تعتبر طاهرة على الراجح عندنا، ولا يجب الاستنجاء منها ولا غسل ما يصيب البدن أو الثوب منها. هذه الرطوبات قد تكون نتيجة لبعض المؤثرات مثل القراءة أو التفكر أو الإثارة، وفي جميع الحالات، يجب تطهيرها بالماء ثم الوضوء فقط. أما إذا كان السبب هو الاتصال الجنسي أو الاحتلام، فيجب الغسل الكامل.
إذا كنت تشكين في الخارج هل هو مذي أو من رطوبات الفرج، فالأفضل أن تتخيري فتجعلين له حكم ما شئت على ما نفتي به. وإذا شككت هل خرج شيء أو لا، فإن الأصل عدم خروج شيء، فلا تلزمك إعادة الوضوء ولا يلزمك التفتيش والبحث لتتحققي هل خرج شيء أو لا.
إذا أشكل عليك حكم الرطوبات أو غيرها من مسائل الدين، فالأفضل أن تقلدي من تثقين بعلمه وورعه من العلماء. وإذا قلدت من يفتي بالطهارة مثلا لثقتك بعلمه وورعه، فلا إثم عليك، لأنك فعلت ما أمرك الله به من سؤال أهل العلم.
وفيما يتعلق بالطريقة المستحبة في الغسل، تبدئين أولا بالنية، فتنوين بقلبك دون تلفظ باللسان رفع الحدث، أو استباحة الصلاة. ثم تقولين: بسم الله ولا يشرع التشهد في هذا الموضع. ثم تغسلين الفرج، ثم تغسلين يديك، ثم تتوضئين وضوءك للصلاة ثم تغسلين رأسك ثلاث مرات وتوصلين الماء إلى أصول الشعر، ثم تغسلين بقية بدنك وتبدئين بالشق الأيمن، ثم الشق الأيسر. وإذا مسست فرجك في أثناء الغسل فإنك تعيدين الوضوء مرة أخرى، وإذا لم تمسي فرجك فإنك تصلين بهذا الغسل.
الأذنان يجب إيصال الماء إلى باطنهما، لأن له حكم الظاهر. وأما الأصباغ التي على الأسنان فلا تؤثر في صحة الغسل.
في الختام، لا حرج عليك في ترك غسل هذه الإفرازات إن كانت طاهرة، وإن غسلتها احتياطا وخروجا من الخلاف فهو حسن. ومن ثم فالذي نراه أنه إن كان الوقت متسعا بحيث تغسلين هذه الإفرازات وينقطع خروج ريح القبل ثم تتمكنين من الوضوء والصلاة فاغسلي تلك الإفرازات خروجا من خلاف من قال بنجاستها، وإلا فاتركي غسلها.