الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان: فضله وأحكامه

الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان هو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يعتكف فيها حتى توفاه الله، ثم اعتكفت أزواجه من بعده. وقد ورد في ا

الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان هو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يعتكف فيها حتى توفاه الله، ثم اعتكفت أزواجه من بعده. وقد ورد في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اعتكف عشرة أيام في سبيل الله، حرم الله له النار". (رواه البخاري ومسلم)

يُعتبر الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أفضل الأوقات للاعتكاف، وذلك لما فيه من اجتهاد في العبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى. وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأوائل من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم اعتكف العشر الأواخر، حتى توفاه الله. (رواه البخاري ومسلم)

أما بالنسبة لأحكام الاعتكاف، فاتفق العلماء على أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد، سواء للرجال أو النساء. كما اتفقوا على أن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان هو سنة مؤكدة للرجال، وللنساء إذا أمنت الفتنة وكان هناك مكان مخصص لهن.

وفيما يتعلق بحكم الاعتكاف إذا حاضت المرأة أثناء اعتكافها، فاتفق أهل العلم على أن عليها الخروج من المسجد حتى تطهر، ولا يبطل ما مضى من اعتكافها بالحَيض. ثم ترجع إلى بيتها، فإذا طهرت وكان الاعتكاف واجبًا - بنذرٍ - وجب عليها الرجوع للمسجد لإتمام اعتكافها وتقضي ما فاتها. أما إذا كان الاعتكاف مسنونًا فلا يجب عليها الرجوع إلى المسجد ولا قضاء هذا الاعتكاف فيما بعد.

وفي الختام، فإن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان هو فرصة عظيمة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والاجتهاد في العبادة، والاستعداد لاستقبال ليلة القدر المباركة. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لفعل الخيرات والابتعاد عن المنكرات.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات