الحمد لله، اتفق أهل العلم على أن الصلاة في المكان الذي يشتمل على صور ذوات الأرواح جائزة، لكنها مكروهة. فقد وردت أحاديث نبوية تحذر من الصلاة في مكان به صور، مثل حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تصاوير".
ويرجع سبب الكراهة إلى عدة أوجه، منها تجنب الوقوع في مشابهة عباد الأصنام والأوثان، حيث ملأ النصارى كنائسهم بصور المسيح وأمه مريم عليهما السلام كذبا وبهتانا. كما أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، كما ورد في حديث أبي طلحة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة".
ومن الأوجه أيضا أن الصلاة في مكان به صور قد تلهي المصلي وتشغله عن الخشوع في صلاته، مما يجعل الصلاة غير كاملة. وقد ورد في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أميطي عنا قرامك هذا فإنه لا يزال تصاويره تعرض لي في صلاتي".
ومع ذلك، فإن الصلاة في مكان به صور ليست باطلة، بل هي صحيحة إذا استوفت شروطها وأركانها. وقد نص كثير من الفقهاء على عدم كراهة الصلاة إلى جدار فيه صورة وتماثيل، ولو كانت صغيرة لا تبدو للناظر إليها.
وفي الختام، ينبغي للمصلي أن يسعى لإيجاد مكان نظيف وخالي من الصور والمشوشات التي تلهيه عن الخشوع في صلاته. والله أعلم.