ترتيب السور في الصلاة هو موضوع مهم في الفقه الإسلامي، حيث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتلاوة القرآن الكريم في العبادة. وفقًا للإجماع النبوي، فإن ترتيب الآيات والسور في القرآن الكريم هو توقيفي، أي أنه بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم. هذا يعني أن ترتيب الآيات والسور ليس مجالًا للرأي أو الاجتهاد، بل هو أمر يجب اتباعه كما هو مكتوب في المصحف الشريف.
يقول الإمام النووي رحمه الله: "الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك". هذا الإجماع يؤكد على أهمية اتباع الترتيب المحدد للآيات والسور في الصلاة، سواء كانت صلاة جهرية أو سرية.
أما بالنسبة لترتيب السور نفسها، فقد اختلف العلماء في حكم تنكيس السور، أي قراءة سورة لاحقة قبل سورة سابقة. بعض العلماء يرون أن الترتيب ليس توقيفيًا، وأن إجماع الصحابة على ترتيبه ليس حجة. ومع ذلك، فإن الصحيح هو أن الترتيب ليس توقيفيًا، وإنما هو من اجتهاد بعض الصحابة.
في السنة النبوية، هناك أدلة تدعم جواز تنكيس السور، مثل حديث حذيفة رضي الله عنه الذي رواه مسلم (772)، حيث قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة النساء قبل سورة آل عمران. هذا الحديث يدل على أن ترتيب السور ليس واجبًا في الكتابة أو الصلاة أو الدرس أو التلقين، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بذلك في أول براءة، مما ترك المصاحف بدون بسملة.
ومع ذلك، فإن تنكيس الآيات داخل الصلاة محرم على القول الراجح، لأن ترتيب الآيات توقيفي. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "تنكيس الآيات أيضاً محرم على القول الراجح؛ لأن ترتيب الآيات توقيفي، ومعنى توقيفي: أنه بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم".
في الختام، يجب على المسلمين اتباع ترتيب السور والآيات كما هو مكتوب في المصحف الشريف في الصلاة وخارجها، مع مراعاة الأحكام الشرعية المتعلقة بتنكيس السور والآيات.