الحمد لله الذي أنزل القرآن هدىً للناس، وجعل فيه شفاءً ورحمةً للمؤمنين. إن سورة الإخلاص والمعوذتين من أعظم سور القرآن الكريم وأفضلها، حيث تضمنتا تعاليم توحيدية عظيمة، وحصناً للمسلم من كل مكروه.
في الصحيحين وغيرهما، روى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سورة الإخلاص: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن". وفي صحيح البخاري، روى أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
كما روى الترمذي وابن ماجه وغيرهما عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ثم أعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك. صححه الألباني. قال العلماء: أخذ بهما -صلى الله عليه وسلم- وترك ما سواهما مما كان يتعوذ به من الكلام غير القرآن لما تضمنتاه من الاستعاذة من كل مكروه، ولما سحر استشفى بهما.
لذلك، فإن من تعوذ بهذه السور وتحصن بها من المكروه كفته إن شاء الله تعالى. وللمزيد من الفائدة، انظر الفتاوى التالية أرقامها: ، ، . والله أعلم.
وفي الحديث الشريف الذي رواه أبو داود واللفظ له، والترمذي وقال: حسن صحيح غريب، والنسائي، عن عبد الله بن خبيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قل، قلت يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء". وفي سنن الترمذي وغيره، عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ حم المؤمن، إلى: إليه المصيرـ وآية الكرسي، حين يصبح، حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي، حفظ بهما حتى يصبح".
ومن فضائل سورة الإخلاص أنها تعدل ثلث القرآن في ثواب قراءتها إذ الأصول العامة ثلاثة: التوحيد، تقرير الحدود وأعمال الخلق، وذكر أحوال يوم القيامة. كما أن قراءتها خمس عشرة مرة بعد معقبات الصلاة ليس بدعة إذا كان ذلك من باب التعوذ والتحصن بالقرآن الكريم.
وفي الختام، نسأل الله أن يجعلنا من الذين يحفظون كتابه ويستفيدون منه في الدنيا والآخرة.