إرشادات أحكام الحيض والاستحاضة وفق الشريعة الإسلامية

الحيض والاستحاضة هما حالتان طبيعيتان تشهد عليهما المرأة المسلمة خلال فترة عمرها الخصيب. تعتبر هذه الحالات جزءاً أساسياً من القوانين الدينية المتعلقة ب

الحيض والاستحاضة هما حالتان طبيعيتان تشهد عليهما المرأة المسلمة خلال فترة عمرها الخصيب. تعتبر هذه الحالات جزءاً أساسياً من القوانين الدينية المتعلقة بالنظافة والتطهير عند المسلمين. في هذا السياق، سنناقش الأحكام الشرعية المرتبطة بكل حالة بشكل مفصل.

الحيض هو نزول الدم من الفرج لمدة ثلاث أيام كاملة أو أكثر. بموجب الفقه الإسلامي، تعد الفترة التي تحدث فيها دورة الطمث غير نقية ولا يجوز للمرأة أداء العبادات كالصلوات والصيام أثناء وجود حيضها. كما يحرم عليها لمس المصحف الكريم مباشرة أثناء تلك الفترة. عادة ما يستمر الحيض لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى عشرة أيام لدى معظم النساء. عندما ينتهي دم الحيض تماما ويصبح الجسد نظيفا، يتم غسل الجسم وتنظيف الملابس ثم تبدأ عملية الاستنجاء واستخدام الماء لغسل الأجزاء النظيفة من البدن قبل الصلاة مرة أخرى.

أما بالنسبة للاستحاضة فهي خروج بعض القطرات من الدم بعد انتهاء فترة الحيض الطبيعيّة، وهي ليست بنفس كميات ومدة دم الحيض ولكن يمكن اعتبارها نوع آخر من أنواع النجاسة حسب الرأي الأكثر شيوعاً بين فقهاء المذهب المالكي والحنبلي والحنفي والمذاهب الأخرى تقريباً. وفي حال استمرار قطرات الدم لفترة طويلة جداً، فقد يعتبر البعض ذلك "استحاضة مطبقة". هنا أيضًا ، تستطيع المرأة الغسل وتبدأ في الوضوء لكل صلاة جديدة. لكن إذا كانت الفترات متكررة ومستمرة بدون انقطاع فعندئذٍ قد تحتاج لإعادة النظر فيما إذا كان الأمر يستحق مصطلح "الاستحاضة".

وبالنسبة لأوقات الصلاة والشعائر الأخرى مثل قراءة القرآن وحضور الجمعة وغيرها ، فإن الفقهاء اتفقوا عموما على أنه بالإمكان فعل جميع الأعمال المقدسة طوال اليوم باستثناء وقت دخول الوقت المناسب للصلاة نفسها فقط -حيث يجب التأكد حينذاك من كون الثوب والجسد نظيفين وخاليا مما يدل على نجساتهما-. وعليه فإنه بإمكان المرء أداء الصلاة فور الانتهاء من الأمور الضرورية كالتوضؤ والعناية بأنفسهما بما يشابه وضع اللباس النظيف وما شابه. وبذلك تصفو النفوس للأعمال الدينية بسلاسة وراحة البال حيال توافر القدر اللازم للنفسانية والسكون الداخلي المؤهل لقبول التسبيحات والإخلاص لله عز وجل داخل محاريب المساجد وأدوار البيوت أيضا.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات