الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
يتناول هذا المقال الفرق بين وقت الاختيار ووقت الضرورة في الصلاة، مستندًا إلى آراء المذاهب الأربعة، مع التركيز على مذهب الشافعية. يوضح المقال أن لكل صلاة وقت فضيلة ووقت حرمة ووقت ضرورة، وأن وقت الاختيار يختلف في انتهائه من فرض إلى آخر.
وفقًا لمذهب الشافعية، يبدأ وقت الفضيلة بأول الوقت ويمتد إلى أن يمضي منه ما يسع الاشتغال بأسباب الصلاة، بينما يبدأ وقت الاختيار بابتداء وقت الفضيلة ويختلف في انتهائه من فرض إلى آخر. ينتهي وقت الاختيار في الظهر متى بقي ما لا يسع إلا الصلاة، وفي العصر بصيرورة ظل كل شيء مثليه، وفي المغرب بانتهاء وقت الفضيلة، وفي العشاء بانتهاء الثلث الأول من الليل، وفي الفجر بالإسفار.
أما وقت الضرورة فهو آخر الوقت لمن زال عنه مانع من وجوب الصلاة، كجنون أو نسيان، وبقي من الوقت ما يسع تكبيرة الإحرام. في هذه الحالة، تجب الصلاة في الذمة ويلزم قضاؤها والتي قبلها أيضًا إن كانت تجمع معها، بشروط معروفة عندهم.
يُذكر أن اختلاف المذاهب في الفروع الفقهية هو رحمة، ومن أخذ بواحد منها فهو على خير. الترجيح بينها أمر نسبي وقد يترجح عند فلان من العلماء ما لا يترجح عند غيره.
وفي الختام، يُشدد على أهمية الرجوع إلى المصادر الأصلية لفهم أعمق وأدق للآراء الفقهية المختلفة. والله أعلم.