الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
تعتبر الولادة القيصرية نوعًا من أنواع الولادة التي تتطلب فترة نفاس، حيث يعتبر الدم الخارج بعدها دم نفاس، تترك له الصلاة والصيام، ولا يقربها زوجها حتى ينقطع عنها تمامًا، أو تكمل أربعين يومًا. وفقًا للفقهاء، فإن المرأة إذا ولدت بالولادة القيصرية، فإن الدم الذي تراه متصلاً بالولادة يعتبر دم نفاسٍ، تترك له الصلاة والصيام، ولا يقربها زوجها حتى ينقطع عنها تمامًا، أو تكمل أربعين يومًا.
يُعرف الطهر من النفاس بإحدى علامتين: الأولى هي نزول القصة البيضاء، والثانية هي حصول الجفاف التام بحيث لا يبقى أثر من دم أو صفرة أو كدرة. إذا رأت المرأة الطهر قبل الأربعين، فإنها تغتسل وتصلي وتصوم. أما إذا عاودها الدم قبل الأربعين، فهو نفاس مادام في الأربعين.
في حالة الولادة القيصرية، إذا كان النزيف يأتيك ثم يتوقف، هكذا باستمرار، لكن لم تري طهرك بإحدى العلامتين السابقتين، فالكل في مدة الأربعين نفاس، ولا عبرة بتوقف النزيف يوما أو بعض يوم. لا يكون طهر إلا بحصول الجفاف التام، أو نزول القصة البيضاء.
إذا انقطع النزيف الظهر مثلاً وعاودك العشاء، فليس هذا بطهر، بل هو من جملة مدة النفاس. إذا رأت المرأة علامة الطهر قبل تمام الأربعين اغتسلت وصلت، فإذا عاودها الدم قبل تمام الأربعين فهو نفاس.
في حالة تقطع دم النفاس بحيث صارت تطهر ثم يأتيها الدم، فقد تقدم حكم ذلك في الفتوى رقم: . ولا فرق بين الولادة القيصرية وغيرها فالدم الخارج بعدها دم نفاس.
والله أعلم.